صفحة جزء
مطهرة لا يمسها إلا المطهرون ، وهم الملائكة ، وهذا مثل قوله فالمدبرات أمرا جعل الملائكة ، والصحف مطهرة ; لأن الصحف يقع عليها التطهير ، فجعل التطهير لمن حملها أيضا .


أشار به إلى قوله تعالى : في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة وفسر المطهرة بقوله : لا يمسها إلا المطهرون وهم الملائكة ، يعني : لما كانت الصحف تتصف بالتطهير وصف أيضا حاملها ، أي الملائكة ، فقيل : لا يمسها إلا المطهرون ، وهذا كما في المدبرات أمرا ، فإن التدبير لمحمول خيول الغزاة فوصف الحامل ، يعني : الخيول به ، فقيل : فالمدبرات أمرا ، وقال الكرماني : وفي بعض النسخ لا يقع بزيادة لا ، وفي توجيهه تكلف، قلت : وجهه أن الصحف لا يطلق عليها التطهير الذي هو خلاف التنجيس حقيقة ، وإنما المراد أنها مطهرة عن أن ينالها أيدي الكفار ، وقيل : مطهرة عما ليس بكلام الله ، فهو الوحي الخالص ، والحق المحض . وقوله : " مطهرة في رواية غير أبي ذر ، والنسفي ، وقال غيره : مطهرة ، وهذا يقتضي [ ص: 279 ] تقدم أحد قبله حتى يصح ، وقال غيره : والظاهر أن في أول تفسير عبس ، وقال مجاهد : عبس كلح ، ثم قال : وقال غيره ، أي غير مجاهد .

التالي السابق


الخدمات العلمية