صفحة جزء
وقال مجاهد : عين آنية بلغ إناها ، وحان شربها حميم آن بلغ إناه


أي وقال مجاهد في قوله : تسقى من عين آنية وفسر لفظ آنية بقوله : بلغ إناها بكسر الهمزة ، أي وقتها ، يقال : أنى يأني [ ص: 289 ] أنيا . أي حان ، قال الجوهري : أني الحميم ، أي انتهى حره ، ومنه قوله تعالى حميم آن قوله : " وحان " أدرك شربها ، ورواه عبد بن حميد ، عن شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، وقال الحسن البصري : ما ظنك بقوم قاموا لله عز وجل على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ، ولم يشربوا فيها شربة حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشا فاحترقت أجوافهم جوعا انصرف بهم إلى النار فسقوا من عين آنية قد أني حرها واشتد نضجها ، وعن قتادة ، أي طبخها منذ خلق الله السماوات ، والأرض ، وقال مقاتل عين آنية تخرج من أصل جبل طولها مسيرة سبعين عاما أسود كدردي الزيت كدر غليظ كثير الدعاميص يسقيه إياه الملك في إناء من حديد من نار إذا جعله على فيه أحرق شدقيه وتناثرت أنيابه وأضراسه ، فإذا بلغ صدره نضج قلبه ، فإذا بلغ بطنه ذاب كما يذوب الرصاص، " قلت " : الدعاميص جمع دعموص ، وهي دويبة تكون في مستنقع الماء ، وهو بالدال ، والعين المهملتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية