أشار به إلى قوله تعالى : ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد قوله : " إرم " عطف بيان لعاد ، وكانت عاد قبيلتين عاد الأولى ، وعاد الأخيرة ، وأشير إلى عاد الأولى بقوله : القديمة ، وقيل : لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام عاد كما يقال لبني هاشم هاشم ، وإرم تسمية لهم باسم جدهم وهم عاد الأولى ، وقيل لمن بعدهم عاد الأخيرة ، وإرم غير منصرف قبيلة كانت ، أو أرضا للتعريف ، والتأنيث ، واختلف في إرم ذات العماد ، فقيل : دمشق ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي هي الإسكندرية ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد هي أمة ، ومعناها القديمة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة هي قبيلة من عاد ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق هي جد عاد ، والصواب أنها اسم قبيلة ، أو بلدة . قوله : " ذات العماد " ذات الطول ، والشدة ، والقوة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=241المقدام عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر إرم ذات العماد ، فقال : كان الرجل منهم يأتي الصخرة فيحملها على الحي فيهلكهم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل طول أحدهم اثنا عشر ذراعا في السماء مثل أعظم أسطوانة ، وفي ( تفسير nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) طول أحدهم مائة ذراع وأقصرهم اثنا عشر ذراعا . قوله : " والعماد " مبتدأ ، وأهل عمود خبره ، أي أهل خيام لا يقيمون في بلدة ، وحاصل المعنى أنه قيل لهم ذات العماد ، لأنهم كانوا أهل عمود لا يقيمون ، وكانوا سيارة ينتجعون الغيث ، وينتقلون إلى الكلأ حيث كان ، ثم يرجعون إلى منازلهم فلا يقيمون في موضع ، وكانوا أهل جنان وزروع ، ومنازلهم كانت بوادي القرى ، وقيل : سموا ذات العماد لبناء بناه شداد بن عاد وحكايته مشهورة في التفاسير .