فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا
قوله " أي واحد " تفسير قوله : " أحد " أراد أنه لا فرق بينهما ، وهذا قول قاله بعضهم ، والصحيح الفرق بينهما ، فقيل : الواحد بالصفات والأحد بالذات ، وقيل : الواحد يدل على أزليته وأوليته ; لأن الواحد في الأعداد ركنها وأصلها ومبدؤها ، والأحد يدل على تميزه من خلقه في جميع صفاته ونفي أبواب الشرك عنه ، فالأحد لنفي ما يذكر معه من العدد ، [ ص: 9 ] والواحد اسم لمفتتح العدد ، فأحد يصلح في الكلام في موضع الجحود ، والواحد في موضع الإثبات ، تقول لم يأتني منهم أحد وجاءني منهم واحد ، ولا يقال جاءني منهم أحد ; لأنك إذا قلت : لم يأتني منهم أحد فمعناه أنه لا واحد أتاني ولا اثنان ، وإذا قلت : جاءني منهم واحد فمعناه أنه لم يأتني اثنان ، وقال : أحد في الأصل واحد . ابن الأنباري