مطابقته للترجمة يمكن أن تؤخذ من قوله : " لعلي أؤلف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف " ، وإبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء أبو إسحاق الرازي يعرف بالصغير ، وهو شيخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، ويوسف بن ماهك بفتح الهاء معرب ; لأن ماهك بالفارسية قمير مصغر القمر وماه اسم القمر ، والتصغير عندهم بإلحاق الكاف في آخر الاسم ، قال الكرماني : والأصح فيه الانصراف ، قلت : الأصح فيه عدم الانصراف للعجمة والعلمية .
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في التفسير وفي فضائل القرآن ، عن يوسف بن سعيد بن مسلم .
قوله : " قال : وأخبرني يوسف " أي : قال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : [ ص: 22 ] وأخبرني يوسف ، قال بعضهم : وما عرفت ماذا عطف عليه ، ثم رأيت الواو ساقطة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15401النسفي ، قلت : يجوز أن يكون معطوفا على محذوف تقديره أن يقال ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : أخبرني فلان بكذا وأخبرني
يوسف بن ماهك إلى آخره ، قوله : " إذ جاءها " كلمة إذ للمفاجأة ، قوله : " عراقي " أي : رجل من أهل العراق ولم يدر اسمه ، قوله : " أي الكفن خير " يحتمل أن يكون سؤاله عن الكم يعني لفافة أو أكثر ، وعن الكيف يعني أبيض أو غيره وناعما أو خشنا ، وعن النوع أنه قطن أو كتان مثلا .
قوله : " ويحك " كلمة ترحم ، قوله : " وما يضرك " أي : أي شيء يضرك بعد موتك وسقوط التكليف عنك في أي كفن كفنت لبطلان حسك بالنعومة والخشونة وغير ذلك ، قوله : " قالت : لم ؟ " أي : لم أريك مصحفي ، " قال : لعلي أؤلف عليه القرآن " قيل قصة العراقي كانت قبل أن يرسل عثمان المصاحف إلى الآفاق ، ورد عليه بأن nindex.php?page=showalam&ids=17408يوسف بن ماهك لم يدرك زمان إرسال عثمان المصاحف إلى الآفاق ، وقد صرح يوسف في هذا الحديث أنه كان عند nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة حين سألها هذا العراقي ، والظاهر أن هذا العراقي كان ممن أخذ بقراءة nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود لما حضر مصحف عثمان إلى الكوفة لم يوافق على الرجوع عن قراءته ولا على إعدام مصحفه ، وكان تأليف مصحف العراقي مغايرا لتأليف مصحف عثمان فلذلك جاء إلى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وسأل الإملاء من مصحفها .
قوله : " أيه " بالنصب وقيل بالضم أي : أي آي القرآن قرأت ، قوله : " قبل " أي : قبل قراءة السورة الأخرى ، قوله : " منه " أي : من القرآن ، قوله : " من المفصل " قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : سمي مفصلا لكثرة ما يقع فيها من فصول التسمية بين السور ، وقد اختلف في أول المفصل فقيل : هو سورة ق ، وقيل : سورة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال النووي : سمي بالمفصل لقصر سوره وقرب انفصالهن بعضهن من بعض .
قوله : " أول ما نزل منه " أي : من القرآن " من المفصل فيها ذكر الجنة والنار " وأول ما نزل إما المدثر وإما اقرأ ، ففي كل منهما ذكر الجنة والنار ، أما في المدثر فصريح ، وهو قوله : وما أدراك ما سقر وقوله : في جنات يتساءلون وأما في اقرأ فيلزم ذكرهما من قوله : كذب وتولى وسندع الزبانية ، وقوله : إن كان على الهدى وبهذا التقرير يرد على بعضهم في قوله : هذا ظاهره يغاير ما تقدم أن أول شيء نزل اقرأ باسم ربك وليس فيها ذكر الجنة والنار ، قوله : " حتى إذا ثاب " أي : رجع ، قوله : " نزل الحلال والحرام " أشارت به إلى الحكمة الإلهية في ترتيب التنزيل وأنه أول ما نزل من القرآن الدعاء إلى التوحيد والتبشير للمؤمنين والمطيعين بالجنة ، والإنذار والتخويف للكافرين بالنار فلما اطمأنت النفوس على ذلك أنزلت الأحكام ، ولهذا قالت : ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر إلى آخره ; وذلك لانطباع النفوس بالنفرة عن ترك المألوف .
قوله : " لقد نزل بمكة " إلى آخره إشارة منها إلى تقوية ما ظهر لها من الحكمة المذكورة وهو تقدم سورة القمر وليس فيها شيء من الأحكام على نزول سورة البقرة والنساء ، مع كثرة اشتمالهما على الأحكام ، قوله : " إلا وأنا عنده " يعني بالمدينة ; لأن دخوله عليها إنما كان بعد الهجرة بلا خلاف ، قوله : " فأملت عليه " أي : أملت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة على العراقي من الإملاء ، ويروى من الإملال ، وهما بمعنى واحد ، قيل : في الحديث رد على النحاس في قوله : إن سورة النساء مكية ، مستندا إلى أن قوله تعالى : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها نزلت بمكة اتفاقا في قصة مفتاح الكعبة ، وهي حجة واهية ; لأنه لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة بمكة إذا نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكية ، والله أعلم .