أي : هذا باب في بيان اغتباط صاحب القرآن ، والاغتباط من الغبطة وهو حسد خاص ، يقال غبطت الرجل أغبطه غبطا إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ما له وأن يدوم عليه ما هو فيه ، وحسدته أحسده حسدا إذا اشتهيت أن يكون لك مثله وأن يزول عنه ما هو فيه ، واعترض على هذه الترجمة بأن صاحب القرآن لا يغتبط نفسه بل يغتبطه غيره ، وأجاب عنه بعضهم بأن الحديث لما كان دالا على أن غير صاحب القرآن يغتبط صاحب القرآن بما أعطيه من العمل بالقرآن ، فاغتباط صاحب القرآن بعمل نفسه أولى ، قلت : هذا ليس بذاك ، وكيف يوجه هذا الكلام وقد علم أن الغبطة اشتهاء مثل ما أعطي فلان مثلا ، وكيف يتصور اغتباط من أعطي مثل ما أعطي غيره ، والأحسن فيه أن يقدر في الترجمة محذوف تقديره باب اغتباط الرجل صاحب القرآن ، ولا يحتاج إلى تعسفات بعيدة .