قال بعضهم: لم أر من تكلم على هذه الترجمة، فإنه ليس في الحديثين اللذين ذكرهما المؤلف في هذا الباب ما يقتضي اختصاص العشاء بفضيلة ظاهرة، وكأنه مأخوذ من قوله: (ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم)، فعلى هذا في الترجمة حذف، تقديره: باب فضل انتظار العشاء، (قلت): هذا القائل نفى أولا كلام الناس على هذه الترجمة، ثم ذكر شيئا ادعى أنه تفرد به، وهو ليس بشيء؛ لأن كلامه آل إلى أن الفضل لانتظار العشاء لا للعشاء، والترجمة في أن الفضل للعشاء، فنقول: مطابقته للترجمة من حيث إن العشاء عبادة قد اختصت بالانتظار لها من بين سائر الصلوات، وبهذا ظهر فضلها، فحسن قوله باب فضل العشاء.
(ذكر رجاله) وهم ستة: كلهم ذكروا غير مرة، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث هو ابن سعد، وعقيل - بضم العين - ابن خالد الأيلي، nindex.php?page=showalam&ids=12300وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير بن العوام .
(ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع، وفيه الإخبار بتأنيث الفعل المفرد من الماضي، وفيه القول، وفيه عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في رواية يونس، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة، وفيه رواية التابعي عن التابعي، عن الصحابية.
(ذكر معناه) قوله: (أعتم)؛ أي: دخل في العتمة، ومعناه: أخر صلاة العتمة. وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : العتمة: ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق. وقيل: عن وقت صلاة العشاء الآخرة. وقيل: هي بقية الليل، وفي (المصنف): حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع، حدثنا شريك، عن أبي فزارة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران قال: قلت nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر : من أول من سماها العتمة؟ قال: الشيطان. قوله: (وذلك قبل أن يفشو الإسلام)؛ أي: قبل أن يظهر؛ يعني: في غير المدينة، وإنما فشا الإسلام في غيرها بعد فتح مكة. قوله: (حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري تأتي من رواية صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب : (حتى ناداه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : الصلاة) بالنصب بفعل مضمر تقديره: صل الصلاة، ونحوها. قوله: (نام النساء والصبيان) أراد بهم الحاضرين في المسجد لا النائمين في بيوتهم، وإنما خص [ ص: 64 ] هؤلاء بالذكر؛ لأنهم مظنة قلة الصبر على النوم ومحل الشفقة والرحمة. قوله: (ما ينتظرها)؛ أي: الصلاة في هذه الساعة، وذلك إما أنه لا يصلى حينئذ إلا بالمدينة، وإما لأن سائر الأقوام ليست في أديانهم صلاة في هذا الوقت. قوله: (غيركم) بالرفع صفة لأحد، ووقع صفة للنكرة؛ لأنه لا يتعرف بالإضافة إلى المعرفة، لتوغله في الإبهام، اللهم إلا إذا أضيف إلى المشتهر بالمغايرة، ويجوز أن يكون بدلا من لفظ أحد، ويجوز أن ينتصب على الاستثناء.
(ذكر ما يستفاد منه) فيه: أن قوله: (أعتم ليلة) يدل على أن غالب أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - كان تقديم العشاء، وفيه جواز النوم قبل العشاء، وهو الذي بوب عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري باب النوم قبل العشاء لمن غلب، وفيه الدلالة على فضيلة العشاء، كما بيناها في أول الباب، وفيه جواز الإعلام للإمام بأن يخرج للصلاة إذا كان في بيته، وفيه لطف النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وتواضعه حيث لم يقل شيئا عند مناداة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه.