قوله: "ما من مصيبة" أصل المصيبة الرمية بالسهم، ثم استعملت في كل نازلة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: أصاب يستعمل في الخير والشر. قال الله عز وجل: إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة الآية.
قال: وقيل: الإصابة في الخير مأخوذة من الصوب وهو المطر الذي ينزل بقدر الحاجة من غير ضرر، وفي الشر مأخوذة من إصابة السهم. وقال الكرماني: المصيبة في اللغة ما ينزل بالإنسان مطلقا، وفي العرف ما نزل به من مكروه خاصة وهو المراد هنا.
قوله: "حتى الشوكة يشاكها" قال الطيبي: الشوكة مبتدأ ويشاكها خبره. ورواية الجر ظاهرة، والضمير في يشاكها مفعوله الثاني، والمفعول الأول مضمر، أي: يشاك المسلم تلك الشوكة قيل: ويجوز النصب بتقدير عامل أي: حتى وجد الشوكة يشاكها.
قوله: "يشاكها" بالضم. قال nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: شكت الرجل الشوكة أي: أدخلت في جسده شوكة، وشيك هو ما لم يسم فاعله يشاك شوكا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: شاكتني الشوكة إذا دخلت في جسدي ويقال: أشكت فلانا أي: آذيته بالشوكة، وقال الكرماني: وهو متعد إلى مفعول واحد فما هذا الضمير؟
قلت: هو من باب وصل الفعل أي: يشاك بها، فحذف الجار، وأوصل الفعل. وقال ابن التين: حقيقة قوله: "يشاكها" أي: يدخلها غيره.
قلت: يرده ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة "لا يصيب المؤمن شوكة" بإضافة الفعل إليها وهو الحقيقة، ولكن لا يمنع إرادة المعنى الأعم وهو أن تدخل هي بغير فعل أحد، أو تدخل بفعل أحد.
فإن قلت: على هذا يلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز.
قلت: هذا لا يمنع عند من يجوز الجمع بين إرادة الحقيقة والمجاز، وأما عند من يمنع ذلك فيكون من باب عموم المجاز.