صفحة جزء
5328 12 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عمران أبي بكر قال: حدثني عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها.


مطابقته للترجمة في قوله: "إني أصرع" وقال صاحب التلويح: هذا الحديث ليس فيه ذكر الريح الذي ترجم له، قلت: الترجمة معقودة في فضل من يصرع، فالحديث يدل عليه. وقوله "من الريح" بيان سبب الصرع كما قلنا، ولا يلزم أن يكون له شيء.

ويحيى هو ابن سعيد القطان، وعمران هو ابن مسلم، بصري تابعي صغير، وكنيته أبو بكر، فلذلك قال عن عمران أبي بكر، وهو معروف بالقصير.

والحديث أخرجه مسلم في الأدب عن القواريري، وأخرجه النسائي في الطب عن يعقوب بن إبراهيم.

قوله: "ألا" بفتح الهمزة وتخفيف اللام للعرض.

قوله: "هذه المرأة السوداء" روى أبو موسى في الذيل من رواية عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح في هذا الحديث: "فأراني حبشية صفراء عظيمة" فقال: هذه سعيرة الأسدية، وسعيرة بضم السين وفتح العين المهملتين وسكون الياء آخر الحروف وبالراء، ويقال: شقيرة بضم الشين المعجمة وفتح القاف. قال الذهبي في باب الشين المعجمة: شقيرة الأسدية مولاتهم حبشية، قيل: هي سعيرة التي كانت تصرع، وفي رواية المستغفري "سكيرة" بالكاف.

قوله: "إني أصرع" على صيغة المجهول.

قوله: "أتكشف" بالتاء المثناة من فوق وتشديد الشين المعجمة من التكشف [ ص: 215 ] من باب التفعل، ويروى "أنكشف" بالنون من الانكشاف من باب الانفعال، أرادت أنها تخشى أن تظهر عورتها وهي لا تشعر.

قوله: "إن شئت صبرت" إلى إلخ خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أن تصبر على هذه الهيئة ولها الجنة، وبين أن يدعو الله تعالى فيعافيها فاختارت الصبر، ثم قالت: "أخشى من كشف العورة" فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع عنها التكشف.

قوله: "فادع الله أن لا أتكشف" بالتاء المثناة من فوق، ويروى "فادع الله أن لا أنكشف" بالنون وبزيادة كلمة "لي" وفيه فضيلة ما يترتب على الصبر على الصرع، وأن اختيار البلاء والصبر عليه يورث الجنة، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه أنه يطيق التمادي على الشدة، ولا يضعف عن التزامها.

التالي السابق


الخدمات العلمية