أي: هذا باب في بيان سنية قص الشارب، بل وجوبه، وهذا الباب وما بعده إلى آخر كتاب اللباس أحد وأربعون بابا، ذكرها في كتاب اللباس. قيل: لا تعلق لها بكتاب اللباس، وتعسف بعضهم بأن لها تعلقا باللباس من جهة الاشتراك في الزينة. قلت: يطلق اللباس ليس للزينة على ما لا يخفى، ومع هذا فيه أبواب بمعزل عن الزينة، وهي باب المتشبهين بالنساء، والباب الذي بعده، وباب خاتم الحديد، وباب الجلوس على الحصير، وباب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا، وباب اشتمال الصماء، وباب من لبس جبة ضيقة الكمين، والباب الذي بعده. ولكن ذكرنا لكل باب منها مناسبة لحديثه، والأحسن الأوجه أن نذكر مناسبة لكل من باب قص الشارب، والأبواب التي بعده إن ظفرنا بها، ولو كانت بشيء يسير. والباب الذي لا يوجد له مناسبة ما نسكت عنه.
أما مناسبة ذكر باب قص الشارب في كتاب اللباس فيمكن أن يقال: إن في قص الشارب زينة، فناسب الأبواب التي فيها وجود الزينة.