مطابقته للترجمة ظاهرة في عقوق الأمهات، والترجمة في عقوق الوالدين، ولا اعتراض من هذه الحيثية; لأن ذكر الأمهات في الحديث ليس للتخصيص بالحكم; بل لأن الغالب ذلك لعجزهن، وقيل: لأن لعقوق الأمهات مزية في القبح، أو اكتفى بذكر أحد الوالدين عن الآخر.
وسعد بن حفص أبو محمد الطلحي الكوفي، يقال له: الضخم، وانفرد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن الخمسة، وليس في شيوخهم من اسمه سعد سواه، مات سنة خمس عشرة ومائتين، وشيبان ابن عبد الرحمن النحوي، nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور هو ابن المعتمر، والمسيب، على وزن اسم المفعول، من التسييب، ابن رافع الكاهلي، و"وراد" بفتح الواو وتشديد الراء، مولى المغيرة، والمغيرة هو ابن شعبة، وفي بعض النسخ ذكر والده.
والحديث مضى في الزكاة في باب قول الله عز وجل: لا يسألون الناس إلحافا ومضى في الاستقراض أيضا عن عثمان، عن nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير، ومضى الكلام فيه.
قوله: " ومنع وهات"؛ أي: حرم عليكم منع ما عليكم إعطاؤه وطلب ما ليس لكم أخذه، وقيل: نهى عن منع الواجب من ماله، وأقواله، وأفعاله، وعن استدعاء ما لا يجب عليهم من الحقوق، و"منع" بغير تنوين، وقع فيما تقدم. قوله: " وهات" بكسر التاء، فعل أمر من الإيتاء، وقال الخليل: أصل "هات": آت، فقلبت الهمزة هاء. وقال بعضهم: فقلبت الألف، وهذا غلط لا يخفى. قوله: " ووأد البنات"؛ أي: وحرم أيضا وأد البنات؛ وهو دفنهن بالحياة، يقال: وأدها يئدها وأدا فهي موؤدة، ذكرها الله في كتابه. وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك كراهة فيهن، ويقال: إن أول من فعل ذلك: قيس بن عاصم التميمي، وكان بعض أعدائه أغار عليه فأسر بنته فاتخذها لنفسه، ثم حصل بينهم صلح فخير ابنته فاختارت زوجها؛ فآلى قيس على نفسه أن لا تولد له بنت إلا دفنها حية، فتبعه العرب على ذلك، وكان من العرب فريق ثان يقتلون أولادهم مطلقا، إما نفاسة منه على ما ينقصه من ماله، وإما من عدم ما ينفقه عليه، وقد ذكر الله أمرهم في القرآن، وكان صعصعة بن ناجية التميمي، جد nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة= أول من فدى الموؤدة; وذلك أنه كان يعمد إلى من يفعل ذلك فيفدي الولد منه بمال يتفقان عليه، وإلى ذلك أشار nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق بقوله:
وجدي الذي منع الوائدات وأحيا الوئيد فلم يؤد
قوله: " قيل وقال" فيه ثلاثة أوجه؛ الأول: أن يكون كلاهما مصدرين، يقال: قال قولا وقيلا وقالا، ولم يكتبا بالألف؛ لأنها لغة ربيعة. وفي (التوضيح): كذا رويناه بغير صرف؛ يعني بغير تنوين، ويروى بالتنوين. قلت: الأصل أن يكون بالتنوين؛ لأنه اسم وقع مفعولا وحقه النصب بالتنوين، ومعناه النهي عن كثرة القول فيما لا يعني، وكرر للتأكيد. الثاني: أن يكون كلاهما فعلين؛ الأول: مجهول الفعل الماضي، والثاني: معلوم الماضي، وهما مبنيان متضمنان للضمير، ومعناه: قيل لفلان كذا، وقال فلان كذا؛ وذلك للزجر عن الاستكثار، الثالث: أن يكونا حكاية أقاويل الناس؛ قال فلان كذا، وقيل كذا، أو في أمور الدين؛ بأن ينقل من غير احتياط ودليل. قوله: " وكثرة السؤال"؛ أي: في المسائل التي لا حاجة له إليها، أو من الأموال، أو عن أحوال الناس. قوله: " وإضاعة المال"، وهو الإسراف في الإنفاق، وقيل: الإنفاق في الحرام.