[ ص: 171 ] أي: هذا باب في بيان مندوبية المداراة، وهي لين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وهي من أخلاق المؤمنين، والمداهنة محرمة، والفرق بينهما أن المداهنة: هي أن يلقى الفاسق المعلن بفسقه فيؤالفه، ولا ينكر عليه ولو بقلبه، والمداراة: هي الرفق بالجاهل الذي يستتر بالمعاصي، واللطف به حتى يرده عما هو عليه. وقال بعضهم: المداراة مع الناس بغير همز، وأصله: الهمز; لأنه من المدافعة، والمراد به الدفع بالرفق.
قلت: قوله: " لأنه من المدافعة" غير صحيح، بل يقال: من الدرء وهو الدفع. وقال ابن الأثير: المداراة في حسن الخلق والصحبة غير مهموز، وقد يهمز.