صفحة جزء
5780 155 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر، حدثه عن عروة بن الزبير، أن عائشة أخبرته أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلت ما قلت ثم ألنت له في القول؟ فقال: أي عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه، أو ودعه الناس اتقاء فحشه.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وسفيان هو ابن عيينة يروي عن محمد بن المنكدر عن عروة.

وأخرجه البخاري أيضا عن صدقة بن الفضل في باب: ما يجوز من اغتياب أهل الفساد، ومضى الكلام فيه هناك، وعن عمرو بن عيسى، وأخرجه مسلم في الأدب عن عمرو بن محمد وآخرين، عن سفيان، وعن محمد بن رافع، وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد بن المنكدر، وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد عن سفيان به، وأخرجه الترمذي في البر عن ابن أبي عمر عن سفيان به.

قوله: " رجل" قال الكرماني: هو عيينة بن حصن. قوله: " فبئس ابن العشيرة"؛ أي: بئس هذا الرجل من القبيلة. قوله: " أي عائشة"؛ أي: يا عائشة. قوله: " أو ودعه" شك من الراوي؛ أي: تركه، وهذا يرد قول أهل الصرف: وأماتوا ماضي يدع ويذر. قوله: " اتقاء فحشه"؛ أي: للتجنب عن فحشه، وقال الكرماني: الكافر أشر منزلة منه، وأجاب بأن المراد من "الناس": المسلمون، وهو للتغليظ.

وفيه جواز غيبة الفاسق المعلن، ولمن يحتاج الناس إلى التحذير منه؛ وكان الرجل المذكور كما قاله صلى الله عليه وسلم; لأنه كان ضعيف الإيمان في حياته صلى الله تعالى عليه وسلم فارتد بعدها. وقال ابن بطال: كان صلى الله تعالى عليه وسلم مأمورا بأن لا يعامل الناس إلا بما ظهر منهم دون غيره، وكان يظهر الإسلام فقال قبل الدخول ما كان يعلمه، وبعده ما كان ظاهرا منه عند الناس.

التالي السابق


الخدمات العلمية