مطابقته للترجمة تؤخذ من معناه; لأن امتلاء الجوف بالشعر كناية عن كثرة الاشتغال به حتى يكون وقته مستغرقا به، فلا يتفرغ لذكر الله عز وجل، ولا لقراءة القرآن، وتحصيل العلم، وهذا هو المذموم، وفيه إشارة إلى أن ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والاشتغال بالعلم إذا كانت غالبة عليه فلا يدخل تحت هذا الذم.
وعبيد الله بن موسى هو أبو محمد العبسي الكوفي. وحنظلة، بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الظاء المعجمة وباللام، ابن أبي سفيان الجمحي القرشي، من أهل مكة، واسم أبي سفيان الأسود. وسالم هو ابن عبد الله بن عمر، يروي عن أبيه.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي، حدثنا يونس قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال: سمعت حنظلة قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله يقول: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يحدث عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مثله، وهذا السند أقوى من سند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على ما لا يخفى. ويونس هو ابن عبد الأعلى الصدفي المصري، شيخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه.
وروى ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهم، ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي: وخالفهم في ذلك آخرون؛ فقالوا: لا بأس برواية الشعر الذي لا قذع فيه.
قلت: أراد بالآخرين: nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، وعامر بن سعد، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب، والقاسم، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبا حنيفة، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالكا، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبا يوسف، ومحمدا، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه، وأبا ثور، وأبا عبيد؛ فإنهم قالوا: لا بأس برواية الشعر الذي ليس فيه هجاء، ولا نكت عرض أحد من المسلمين، ولا فحش.
وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب، nindex.php?page=showalam&ids=48والبراء بن عازب، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس، وعمرو بن العاص، nindex.php?page=showalam&ids=16414وعبد الله بن الزبير، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية بن أبي سفيان، وعمران بن الحصين، والأسود بن سريع، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهم أجمعين. قوله: " لا قذع فيه" بفتح القاف وسكون الذال المعجمة وبعين مهملة؛ وهو الفحش والخنى، ثم أجاب nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن الأحاديث المذكورة بما ملخصه: " قيل nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة: إن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا؟ فقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: يرحم الله nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة، حفظ أول الحديث ولم يحفظ آخره: " إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا من مهاجاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم".
وقوله: " جوف أحدكم" ظاهره الجوف مطلقا بما فيه من القلب وغيره، ويحتمل أن يراد به القلب خاصة، وهذا هو الأظهر; لأن القلب إذا وصل إليه شيء منه، وإن كان يسيرا فإنه يموت لا محالة، بخلاف غير القلب؛ وقوله: " شعرا" ظاهره العموم، لكنه مخصوص بما لم يكن مدحا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وما يشتمل على الذكر والزهد، وسائر المواعظ مما لا إفراط فيه.