أي: هذا باب في بيان من أجاب لمن يسأله بقوله: "لبيك"، ومعناه أنا مقيم على طاعتك من قولهم: لب فلان بالمكان؛ إذا أقام به، وقيل: معناه إجابة بعد إجابة، وهذا من المصادر التي حذف فعلها؛ لكونه وقع مثنى، وذلك يوجب حذف فعله قياسا; لأنهم لما ثنوه صار كأنهم ذكروه مرتين؛ فكأنه قال: لبا لبا، ولا يستعمل إلا مضافا، ومعنى لبيك الدوام والملازمة، فكأنه إذا قال: لبيك قال: أدوم على طاعتك وأقيمها مرة بعد أخرى؛ أي: شأني الإقامة والملازمة. وأما "سعديك"؛ فمعناه في العبادة: أنا متبع أمرك غير مخالف لك، فأسعدني على متابعتك إسعادا بعد إسعاد، وأما في إجابة المخلوق فمعناه: أسعدك إسعادا بعد إسعاد؛ أي: مرة بعد أخرى.