أي : هذا باب في بيان الدعاء برفع الوباء والوجع والوباء بالمد والقصر ، فجمع المقصور أوباء وجمع الممدود أوبية وهو المرض العام ، وقيل : الموت الذريع ، وأنه أعم من الطاعون لأن حقيقته مرض عام ينشأ عن فساد الهواء ، ومنهم من قال : الوباء والطاعون مترادفان ، ورد عليه بعضهم بأن الطاعون لا يدخل المدينة ، وأن الوباء وقع بالمدينة كما في حديث العرنيين .
قلت : فيه نظر لأن nindex.php?page=showalam&ids=12570ابن الأثير قال : إنه المرض العام ، وكذلك الوباء هو المرض العام ، وقوله : الطاعون لا يدخل المدينة يحتمل أن يقال : إنه لا يدخل بعد قدوم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم .
قوله : " والوجع " أي : الدعاء أيضا برفع الوجع وهو يطلق على كل الأمراض فيكون هذا العطف من باب عطف العام على الخاص ، لكن باعتبار أن منشأ الوباء خاص وهو فساد الهواء بخلاف الوجع ، فإن له أسبابا شتى ، وباعتبار أن الوباء يطلق على المرض العام ، يكون من باب عطف العام على العام .