أي : هذا باب يذكر فيه جف القلم ، وقال بعضهم : " باب " بالتنوين .
قلت : هذا قول من لم يمس شيئا من الإعراب ، والتنوين يكون في المعرب ولفظ باب هنا مفرد ، فكيف ينون والتقدير ما ذكرناه أو نحوه ، وجفاف القلم عبارة عن عدم تغيير حكمه لأن الكاتب لما أن جف قلمه عن المداد لا تبقى له الكتابة ، كذا قاله الكرماني ، وفيه نظر لأن الله تعالى قال : يمحو الله ما يشاء ويثبت فإن كان مراده من عدم تغيير حكمه الذي في الأزل فمسلم وإن كان الذي في اللوح فلا ، والأوجه أن يقال : جف القلم أي : فرغ من الكتابة التي أمر بها حين خلقه ، وأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فإذا أراد بعد ذلك تغيير شيء مما كتبه محاه كما قال : يمحو الله ما يشاء ويثبت
قوله : " على علم الله " أي : حكم الله لأن معلومه لا بد أن يقع وإلا لزم الجهل ، فعلمه بمعلوم مستلزم للحكم بوقوعه .