6291 [ ص: 190 ] 44 - حدثنا فروة بن أبي المغراء ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16637علي بن مسهر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت : هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم ، فصرخ إبليس : أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم ، فنظر nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال : أبي أبي ، قالت : فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : غفر الله لكم . قال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة : فوالله ما زالت في nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة منها بقية حتى لقي الله .
مطابقته للترجمة من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الذين قتلوا والد nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة لجهلهم ، فجعل الجهل هنا كالنسيان ، فبهذا الوجه دخل الحديث في الباب مع أن فيه اليمين وهو قول حذيفة : فوالله ما انحجزوا .
وفروة بفتح الفاء وسكون الراء وبالواو ابن أبي المغراء بفتح الميم وسكون الغين المعجمة وبالراء وبالمد أبو القاسم الكندي الكوفي ، وعلي بن مسهر على وزن اسم الفاعل من الإسهار بالسين المهملة أبو الحسن القرشي الكوفي تولى قضاء نواحي الموصل ، مات سنة تسع وثمانين ومائة .
والحديث مضى في آخر المناقب في باب ذكر nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان وفي غزوة أحد .
قوله : " أخراكم " قال الكرماني : أي : يا عباد الله احذروا الذين من ورائكم واقتلوهم ، والخطاب للمسلمين أراد إبليس تثبيطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضا ، فرجعت الطائفة المتقدمة قاصدين لقتال الأخرى ظانين أنهم من المشركين فتجالد الطائفتان ، ويحتمل أن يكون الخطاب للكافرين .
قوله : " أبي أبي " وقع مكررا يعني يا قومي هذا أبي لا تقتلوه ، فقتلوه ظانين أنه من المشركين .
قوله : " ما انحجزوا " بالزاي أي : ما امتنعوا وما انفكوا حتى قتلوه ، يقال : حجزه يحجزه حجزا إذا منعه .
قوله : " منها " أي : من قتلة أبيه .
قوله : " بقية " مرفوع بقوله : " ما زالت " .
قال الكرماني : أي : بقية حزن وتحسر من قتل أبيه بذلك الوجه .
قلت : هكذا فسره الكرماني على أن لفظ بقية مرفوعة وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني ، وفي رواية غيره بقية خير بالإضافة أي : استمر الخير فيه ، وقال بعضهم وهم الكرماني في تفسيره ، والصواب من المراد أنه حصل له خير بقوله للمسلمين الذين قتلوا أباه خطأ بقوله : عفا الله عنكم ، واستمر ذلك الخير فيه .
قلت : نسبة الكرماني إلى الوهم وهم لأن الكرماني إنما فسره على رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني على ما ذكرناه ، والأقرب فيها ما فسره لأنه تحسر غاية التحسر على قتل أبيه على يد المسلمين على ما لا يخفى .