هذا الحديث لا يدل إلا على أن الكفارة بعد الحنث ، فحينئذ لا تكون المطابقة بينه وبين الترجمة إلا في قوله : " وبعده " ، أي وبعد الحنث ، وكذلك الحديث الآخر الذي يأتي في هذا الباب لا يدل إلا على أن الكفارة بعد الحنث ، ولم يذكر شيئا في هذا الباب يدل على أن الكفارة قبل الحنث أيضا ، فكأنه اكتفى بما ذكره قبل هذا الباب عن أبي النعمان عن حماد .
وهذا الحديث قد مر في مواضع كثيرة في فرض الخمس عن عبد الله بن عبد الوهاب ، وفي المغازي عن nindex.php?page=showalam&ids=12180أبي نعيم ، وفي الذبائح عن nindex.php?page=showalam&ids=12162أبي معمر وعن يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، وفي النذور عن nindex.php?page=showalam&ids=12162أبي معمر وعن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة ، وسيأتي في التوحيد عن عبد الله بن عبد الوهاب ، ومضى أكثر الكلام في شرحه في باب لا تحلفوا بآبائكم .
وعلي بن حجر بضم الحاء المهملة وسكون الجيم وبالراء السعدي ، مات سنة أربع وأربعين ومائتين ، وإسماعيل بن إبراهيم هو ابن علية اسم أمه ، nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب هو السختياني ، والقاسم بن عاصم التميمي ، وزهدم بفتح الزاي وسكون الهاء وفتح الدال المهملة الجرمي بفتح الجيم وسكون الراء ، nindex.php?page=showalam&ids=110وأبو موسى هو عبد الله بن قيس الأشعري .
قوله : " وكان بيننا وبين هذا الحي " إلى قوله : " أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كلام زهدم مع تخلل بعض القول عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه ، لا يخفى على الناظر المتأمل ذلك .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني : وكان بيننا وبينهم هذا الحي ، قال الكرماني : الظاهر أن يقال بينه يعني nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى كما تقدم في باب لا تحلفوا بآبائكم ، حيث قال : كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ، ثم قال : لعله جعل نفسه من أتباع أبي موسى كواحد من الأشاعرة ، وأراد بقوله بيننا nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى وأتباعه الحقيقية والادعائية .
قوله : " إخاء " بكسر الهمزة وبالخاء المعجمة وبالمد أي صداقة ، قوله : " ومعروف " أي إحسان وبر ، قوله : " فقدم طعام " هكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني ، وفي رواية غيره : فقدم طعامه أي وضع بين يديه .
قوله : " رجل من بني تيم الله " هو اسم قبيلة يقال لهم أيضا تيم اللات ، وهم من قضاعة .
قوله : " أحمر " صفة رجل أي لم يكن من العرب الخلص ، قوله : " كأنه مولى " قد تقدم في فرض الخمس كأنه من الموالي ، قوله : " فلم يدن " أي فلم يقرب إلى الطعام .
قوله : " ادن " بضم الهمزة وسكون الدال أمر من دنا يدنو .
قوله : " قذرته " بكسر الذال المعجمة وفتحها أي كرهته لأنه كان من الجلالة ، قوله : " أخبرك " مجزوم لأنه جواب الأمر ، قوله : " عن ذلك " أي عن الطريق في حل اليمين .
قوله : " بنهب " بفتح النون وسكون الهاء بعدها باء موحدة ، وأراد به الغنيمة .
قوله : " بخمس ذود " قد مر تفسيره عن قريب ، وقد مر في المغازي : بستة أبعرة ، ولا منافاة إذ ذكر القليل لا ينفي الكثير .
قوله : " غر الذرى " أي بيض الأسنمة ، و" الغر " بضم الغين المعجمة وتشديد الراء جمع أغر أي أبيض ، و" الذرى " بضم الذال المعجمة وفتح الراء المخففة جمع ذروة ، وذروة الشيء أعلاه وأراد بها السنام .
قوله : " فاندفعنا " أي سرنا مسرعين ، والدفع السير بسرعة .
قوله : " والله لئن تغفلنا " أي لئن طلبنا غفلته في يمينه [ ص: 227 ] من غير أن نذكره لا نفلح أبدا ، وفي رواية عبد الوهاب وعبد السلام ، فلما قبضناها قلنا : تغفلنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، لا نفلح أبدا .
وفي رواية حماد : فلما انطلقنا قلنا : ما صنعنا ؟ لا يبارك لنا ولم يذكر النسيان ، وفي رواية غيلان : لا يبارك الله لنا . وخلت رواية يزيد عن هذه الزيادة كما خلت عما بعدها إلى آخر الحديث .
قوله : " فلنذكره " من الإذكار أو من التذكير أي فلنذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه ، قوله : " أو فعرفنا " شك من الراوي .
قوله : " لا أحلف على يمين " أي محلوف يمين ، فأطلق عليه لفظ يمين للملابسة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12570ابن الأثير : أطلق اليمين ، فقال : أحلف أي أعقد شيئا بالعزم والنية .