صفحة جزء
672 93 - حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود، قال: قال رجل: يا رسول الله إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل [ ص: 243 ] بنا فلان فيها، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: يا أيها الناس إن منكم منفرين، فمن أم الناس فليتجوز فإن خلفه الضعيف، والكبير، وذا الحاجة.


مطابقته للترجمة ظاهرة، والحديث قد مضى في الباب الذي سبق قبل الباب الذي قبله، وهناك عن أحمد بن يونس عن زهير عن إسماعيل، وهاهنا عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري . وقيل: محمد بن يوسف هو أبو محمد البخاري البيكندي عن سفيان بن عيينة، والأول أصح نص عليه أبو نعيم، وأبو مسعود هو عقبة بن عمرو البدري . قوله: (في موعظة)، ويروى في موضع. قوله: (منفرين)، ويروى لمنفرين بلام التأكيد، وروي في هذا الباب عن أبي واقد الليثي، وابن مسعود، وابن عمر، وعثمان بن أبي العاص، وأنس رضي الله تعالى عنهم.

أما حديث أبي واقد فأخرجه الشافعي في (مسنده) من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم عن نافع بن سرجس قال: عدنا أبا واقد الليثي، فسمعته يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخف الناس صلاة على الناس فأطول الناس صلاة لنفسه، وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في (الأوسط) من حديث إبراهيم التيمي عن أبيه: سمعت ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف، والكبير، وذا الحاجة، وأما حديث ابن عمر فأخرجه النسائي بسند صحيح عنه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا ، وأما حديث عثمان فأخرجه مسلم عنه يرفعه: من أم الناس فليخفف فإن فيهم الكبير، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة فإذا صلى أحدكم فليصل كيف شاء، وأما حديث أنس فأخرجه البخاري في هذا الباب، وسيأتي إن شاء الله تعالى، وقال الكرماني : فإن قلت: ما الحكمة في أنه صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع عمم الخطاب ولم يخاطب معاذا بخصوصه، وقال: إن منكم، وفي بعضها خصصه، وقال: أفتان أنت؟ قلت: نظرا إلى المقام فحيث بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن معاذا نال منه خاطبه بالصريح، وحيث لم يبلغه عممه تضعيفا للتعزير بتضعيف الجريمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية