[ ص: 138 ] سيقت هذه الآيات كلها في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16846كريمة ، وهي ثلاث عشرة آية، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر من قوله ودخل معه السجن فتيان ثم قال إلى قوله ارجع إلى ربك
قوله ودخل معه أي: مع يوسف فتيان، وهما غلامان كانا للوليد بن ريان ملك مصر الأكبر ، أحدهما خبازه وصاحب طعامه واسمه مجلث ، والآخر ساقيه صاحب شرابه واسمه نبوء ، غضب عليهما الملك فحبسهما، وكان يوسف لما دخل السجن قال لأهله: إني أعبر الأحلام، فقال أحد الفتيين لصاحبه: فلنجرب هذا العبد العبراني، فتراءيا له فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا، فقال أحدهما: إني أراني أعصر خمرا أي: عنبا بلغة عمان ، وقيل لأعرابي معه عنب: ما معك؟ قال: خمر .
وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : أعصر عنبا، وقيل: إنما قال خمرا باعتبار ما يؤول إليه .
قوله إنا نراك من المحسنين أي: من العالمين الذين أحسنوا العلم . قاله nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : المحسنين إلينا، إن قلت ذلك .
قوله لا يأتيكما طعام ترزقانه إنما قال ذلك لأنه كره أن يعبر لهما ما سألاه لما علم في ذلك من المكروه على أحدهما، فأعرض عن سؤالهما وأخذ في غيره فقال لهما: لا يأتيكما طعام ترزقانه في نومكما إلا نبأتكما بتأويله أي: بتفسيره وألوانه: أي طعام أكلتم وكم أكلتم ومتى أكلتم من قبل أن يأتيكما، فقالا له: هذا من فعل العرافين والكهنة، فقال يوسف : ما أنا بكاهن، وإنما ذلكما العلم ما علمني ربي، ثم أعلمهما أنه مؤمن فقال: إني تركت ملة قوم أي: دينهم وشريعتهم .
قوله ( وقال الفضيل ) إلى قوله ( القهار ) وقع هنا عند nindex.php?page=showalam&ids=16846كريمة ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر بعد قوله ارجع إلى ربك ، ووقع عند غيرهما بعد قوله ( الأعناب والدهن )، والذي عند nindex.php?page=showalam&ids=16846كريمة هو أليق .
قوله ذلك الدين أي: ذلك الذي دعوتكم إليه من التوحيد وترك الشرك - هو الدين القيم أي المستقيم، ثم فسر رؤياهما بقوله يا صاحبي السجن .. إلخ، ولما سمعا قول يوسف قالا: ما رأينا شيئا، كنا نلعب، فقال يوسف : قضي الأمر أي: فرغ الأمر الذي سألتماه ووجب حكم الله عليكما بالذي أخبرتكما به.
قوله فأنساه الشيطان أي: أنسى يوسف الشيطان ذكر ربه حتى ابتغى الفرج من غيره واستعان بالمخلوق، فلذلك لبث في السجن بضع سنين .
واختلف في معناه، فقال أبو عبيدة : هو ما بين الثلاثة إلى الخمسة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : ما بين ثلاث إلى سبع . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي : [ ص: 139 ] ما بين الثلاثة إلى التسع . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ما دون العشرة .
وأكثر المفسرين هاهنا أن البضع سبع سنين، ولما دنا فرج يوسف رأى ملك مصر الأكبر رؤيا عجيبة هالته، وقال: إني أرى سبع بقرات سمان خرجن من نهر يابس يأكلهن سبع بقرات عجاف أي: مهازيل، فابتلعنهن فدخلن في بطونهن، فلم ير منهن شيء، ورأى سبع سنبلات خضر قد انعقد حبها، وأخر يابسات قد احتصدت وأفركت، فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليهن، فجمع السحرة والكهنة والحازة والقافة وقصها عليهم .
قوله بعد أمة أي: بعد حين، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : بعد قرن، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : بعد سنين، وسيجيء مزيد الكلام فيه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : دأبا مصدر دأب في العمل، وهو حال من المأمورين، أي دائبين، أي: إما على تدأبون دأبا، وإما على إيقاع المصدر حالا، يعني ذوي دأب .
قوله فذروه أي: اتركوه في سنبله، إنما قال ذلك ليبقى ولا يفسد .
قوله يغاث الناس من الغوث، أو من الغيث، وهو المطر، أي: يمطرون منه .
قوله وفيه يعصرون أكثر المفسرين على معنى يعصرون العنب خمرا، والزيتون زيتا، والسمسم دهنا .
وقال أبو عبيدة : يعصرون: ينجون من الجدب والكرب، العصر والعصرة: النجاة والملجأ، وقيل: يعصرون: يمطرون، دليله وأنـزلنا من المعصرات ماء
ثم إن الساقي لما رجع إلى الملك وأخبره بما أفتاه يوسف من تأويل رؤياه وقال الملك ائتوني به أي بيوسف فلما جاءه الرسول أي: لما جاء يوسف الرسول وقال: أجب الملك، قال يوسف : ارجع إلى ربك أي سيدك الملك فاسأله ما بال النسوة الآية، وإنما قال ذلك حتى يظهر عذره ويعرف صحة أمره من قبل النسوة، وتمام القصة في موضعها .