صفحة جزء
6602 21 - حدثنا سعيد بن عفير، حدثني الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء ( امرأة من الأنصار بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة، قالت: فطار لنا عثمان بن مظعون، وأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي غسل وكفن في أثوابه، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هو فوالله لقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، ووالله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي؟ فقالت: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا .


هذا مضى في الجنائز، وفيه: فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري ، فأخبرت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال: ذلك عمله، ويأتي أيضا الآن .

وهذا هو وجه مطابقة الحديث للترجمة .

وأم العلاء: ابنة الحارث بن ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن حلاس بن أمية الأنصارية ، من المبايعات، وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يعودها في مرضها .

قوله ( أنهم ) أي: أن الأنصار اقتسموا المهاجرين ، يعني أخذ كل منهم واحدا من المهاجرين حين قدموا المدينة .

قوله ( فطار لنا ) أي: وقع في سهمنا عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة، والعين المهملة .

قوله ( فوجع ) بكسر الجيم أي: مرض، ويجوز ضم الواو .

وقال ابن التين : بالضم رويناه .

قوله ( أبا السائب ) بالسين المهملة: كنية عثمان بن مظعون .

قوله ( فشهادتي ) مبتدأ و ( عليك ) صلته، والجملة الخبرية خبره، وهي ( لقد أكرمك الله ) أي: شهادتي عليك قولي: لقد أكرمك الله .

قوله ( بأبي أنت ) أي: مفدى بأبي أنت .

قوله ( أما هو ) بفتح الهمزة وتشديد الميم، وقسمه قوله ( والله ما أدري وأنا رسول الله ) ، وإما مقدر نحو: والراسخون في العلم إن لم يكن عطفا على " الله "، قال الكرماني : فإن قلت: معلوم أنه صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وله من المقامات المحمودة ما ليس لغيره، قلت: [ ص: 146 ] هو نفي للدراية التفصيلية، والمعلوم هو الإجمالي .

قوله ( ما يفعل بي ) ، وفي الحديث الآتي: ما يفعل به، قال الداودي : الأول ليس بصحيح، والصحيح هذا؛ لأن الرسول لا يشك، قال: أو قال ذلك قبل أن يخبر بأن أهل بدر يدخلون الجنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية