قال محمد: وأنا أقول هذه، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله؛ فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم فليصل، قال: وكان يكره الغل في النوم وكان يعجبهم القيد، ويقال: القيد ثبات في الدين.
مطابقته للترجمة في قوله (وكان يعجبهم القيد.. إلخ) .
وعبد الله بن الصباح بتشديد الباء الموحدة العطار البصري ، nindex.php?page=showalam&ids=17116ومعتمر بن سليمان وعوف الأعرابي ، والحديث من أفراده.
قوله: (إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن) هكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر غير nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني ، وفي رواية غيره: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : فيه قولان:
أحدهما: أن المعنى إذا تقارب زمان الليل وزمان النهار، وهو وقت استوائهما أيام الربيع وذلك وقت اعتدال الطبائع الأربع غالبا.
والثاني: أن المراد من اقتراب الزمان انتهاء مدته إذا دنا قيام الساعة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : الصواب هو الثاني.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : المراد بتقارب الزمان نقص الساعات والأيام والليالي، ومراده بالنقص سرعة مرورها وذلك قرب قيام الساعة، وقيل: معنى كون رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب أنها تقع غالبا على الوجه المرئي لا تحتاج إلى التعبير فلا يدخلها الكذب، والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان أن المؤمن في ذلك الوقت يكون غريبا كما في الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=657216 " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا " . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، فيقل أنيس المؤمن ومعينه في ذلك الوقت، فيكرم بالرؤيا الصادقة.
وقيل: المراد بالزمان المذكور زمان المهدي عند بسط العدل وكثرة الأمن وبسط الخير والرزق.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : المراد، والله أعلم، بآخر الزمان المذكور في هذا الحديث زمان الطائفة الباقية مع عيسى ابن مريم صلوات الله عليهما وسلامه بعد قتله الدجال .
قوله: (ورؤيا المؤمن) جزء الحديث معطوف على جملة الحديث قبله، وهذا إذا اقترب الزمان الحديث فهو مرفوع أيضا، وقد مر الكلام فيه عن قريب.
قوله: (قال محمد ) هو nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين .
قوله: (وأنا أقول) هذه إشارة إلى الجملة [ ص: 154 ] المذكورة.
وقال الكرماني : هذه، أي: المقالة، وقوله (وأنا أقول هذه) كذا هو في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر ، وفي جميع الطرق.
ووقع في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : وأنا أقول هذه الأمة، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض كذلك، وقال: خشي ابن سيرين أن يتأول أحد معنى.
قوله: (وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا) أنه إذا تقارب الزمان لم يصدق إلا رؤيا الرجل الصالح ، وأنا أقول: هذه الأمة، يعني أن رؤيا هذه الأمة صادقة كلها صالحها وفاجرها ليكون صدق رؤياهم زجرا لهم وحجة عليهم لدروس أعلام الدين وطموس آثاره بموت العلماء وظهور المنكر، انتهى.
وقال بعضهم: وهذا مرتب على ثبوت هذه الزيادة، وهي لفظ الأمة ولم أجدها في شيء من الأصول، انتهى.
قلت: عدم وجدانه ذلك لا يستلزم عدم وجدانه عند غيره.
قوله: (قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث.. إلخ) ، أي: قال nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : الرؤيا على ثلاثة أقسام ولم يعين nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين القائل بهذا من هو؟ قالوا: هو nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، وقد رفعه بعض الرواة ووقفه آخرون، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، عن هوذة بن خليفة ، عن عوف بسنده مرفوعا: الرؤيا ثلاث... الحديث مثله.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=664576الرؤيا ثلاث: فرؤيا حق، ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه، ورؤيا تخويف من الشيطان .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب الثقفي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين مرفوعا أيضا بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=849802الرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ، والباقي نحوه.
قوله: (حديث النفس) ، أي: أولها حديث النفس، وهو ما كان في اليقظة في خيال الشخص فيرى ما يتعلق به عند المنام.
قوله: (وتخويف الشيطان) ، وهو الحلم، أي: المكروهات منه.
قوله: (وبشرى) ، أي: الثالث بشرى من الله، أي: المبشرات، وهي المحبوبات.
والثالث: رؤيا ما يعتاده الرائي في اليقظة كمن كانت عادته أن يأكل في وقت فنام فيه فرأى أنه يأكل، أو بات طافحا من أكل، أو شرب فرأى أنه يتقيأ وبينه وبين حديث النفس عموم وخصوص.
والرابع: الأضغاث.
قوله: (قال: وكان يكره) ، أي: قال nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يكره الغل في النوم لأنه من صفات أهل النار، لقوله تعالى: إذ الأغلال في أعناقهم الآية.
وقد تدل على الكفر وقد تدل على امرأة تؤذي يعني يعبر بها، والغل بضم الغين المعجمة وتشديد اللام هو الحديد الذي يجعل في العنق.
وقالوا: إن انضم الغل إلى القيد يدل على زيادة المكروه وإذا جعل الغل في اليدين حمد لأنه كف لهما عن الشر، وقد يدل الغل على البخل بحسب الحال، وقالوا أيضا: إن رأى أن يديه مغلولتان فإنه بخيل، وإن رأى أنه قيد وغل فإنه يقع في سجن أو شدة.
وقال الكرماني : اختلفوا في قوله (وكان يقال) إلى قوله (في الدين) ، فقال بعضهم: كله كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل: كله كلام nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، وقيل: القيد ثبات في الدين هو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: وكان يكره فاعله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو كلام nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، انتهى.
قلت: أخذ الكرماني هذا من كلام الطيبي .
قوله: (وكان يعجبهم) كذا ثبت هنا بلفظ الجمع، والإفراد في يكره، ونقول: وقال الطيبي : ضمير الجمع لأهل التعبير، وكذا قوله: (وكان يقال: القيد ثبات في الدين، قال nindex.php?page=showalam&ids=15350المهلب : روي عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: القيد ثبات في الدين من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ويونس وآخرين.
وتفسير ذلك أنه يمنع الخطايا ويقيد عنها، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن أبي بكر الهذلي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، فذكر قصة القيد مرفوعة.