صفحة جزء
6847 48 - حدثنا عمرو بن عباس ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن واصل ، عن أبي وائل قال : جلست إلى شيبة في هذا المسجد ، قال : جلس إلي عمر في مجلسك هذا فقال : لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين ، قلت : ما أنت بفاعل ، قال : لم قلت لم يفعله صاحباك ، قال : هما المرآن يقتدى بهما .


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " هما المرآن يقتدى بهما " أي بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأبي بكر رضي الله تعالى عنه ، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بسنته .

وعمرو بفتح العين ابن عباس بالباء الموحدة الأهوازي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وسفيان هو الثوري ، وواصل هو ابن حيان بتشديد الياء آخر الحروف وبالنون ، وأبو وائل بالهمزة بعد الألف شقيق بن سلمة .

قوله : " إلى شيبة " بفتح الشين وسكون الياء آخر الحروف وبالباء الموحدة هو ابن عثمان الحجبي العبدري ، أسلم بعد الفتح وبقي إلى زمان يزيد بن معاوية ، وليس له في البخاري ولا في مسلم إلا هذا الحديث ، قوله : " في هذا المسجد " أي المسجد الحرام ، قوله : " لقد هممت " أي قصدت " أن لا أدع " أي أن لا أترك " فيها " أي في الكعبة " صفراء " أي ذهبا " ولا بيضاء " أي فضة ، قوله : " قلت " القائل هو شيبة ، قوله : " ما أنت بفاعل " أي ما أنت تفعل ذلك ، قوله : " قال لم " أي قال عمر لم لا أفعل ، قوله : " لم يفعله صاحباك " أراد بهما النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه ، وجواب لو محذوف أي لفعلت ، ولكنهما ما فعلاه ، فقال عمر : " هما المرآن يقتدى بهما " وقال ابن بطال : أراد عمر رضي الله تعالى عنه قسمة المال في مصالح المسلمين ، فلما ذكر شيبة أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأبا بكر بعده لم يتعرضا له لم يسعه خلافهما ، ورأى أن الاقتداء بهما واجب ، فربما يهدم البيت أو يحتاج إلى ترميمه فيصرف ذلك المال فيه ولو صرف في منافع المسلمين لكان كأنه قد خرج عن وجهه الذي عين فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية