أي : هذا باب في قول الله تعالى : وكان الله سميعا بصيرا غرضه من هذا الرد على المعتزلة حيث قالوا : إنه سميع بلا سمع ، وعلى من قال : معنى السميع العالم بالمسموعات لا غير ، وقولهم هذا يوجب مساواته تعالى للأعمى والأصم الذي يعلم أن السماء خضراء ولا يراها وأن في العالم أصواتا ولا يسمعها ، وفساده ظاهر ، فوجب كونه سميعا بصيرا مفيدا أمرا زائدا على ما يفيد كونه [ ص: 92 ] عالما ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : السميع من له سمع يدرك به المسموعات والبصير من له بصر يدرك به المرئيات ، قيل : كيف يتصور السمع له ، وهو عبارة عن وصول الهواء المتموج إلى العصب المفروش في مقعر الصماخ ، وأجيب بأنه ليس السمع ذلك ، بل هو حالة يخلقها الله في الحي ، نعم جرت سنة الله تعالى أنه لا يخلقه عادة إلا عند وصول الهواء إليه ، ولا ملازمة عقلا بينهما ، والله تعالى يسمع المسموع بدون هذه الوسائط العادية ، كما أنه يرى بدون المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع ونحوه من الأمور التي لا يحصل الإبصار بها عادة إلا بها .