"الأولى" من قوله: وكان عرشه على الماء هي لدفع توهم من قال: إن العرش لم يزل مع الله تعالى، مستدلين بقوله في الحديث: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وهذا مذهب باطل، ولا يدل قوله تعالى: وكان عرشه على الماء على أنه حال عليه، وإنما أخبر عن العرش خاصة بأنه على الماء ولم يخبر عن نفسه بأنه حال عليه، تعالى الله عن ذلك; لأنه لم يكن له حاجة إليه، وإنما جعله ليتعبد به ملائكته كتعبد خلقه بالبيت الحرام، ولم يسمه بيته بمعنى أنه يسكنه، وإنما سماه بيته؛ لأنه الخالق له والمالك، وكذلك العرش سماه عرشه؛ لأنه مالكه، والله تعالى ليس لأوليته حد ولا منتهى، وقد كان في أوليته وحده ولا عرش معه.
"والفائدة الثانية" من قوله: وهو رب العرش العظيم لدفع توهم من قال: إن العرش هو الخالق الصانع، وقوله: "رب العرش" يبطل هذا القول الفاسد; لأنه يدل على أنه مربوب مخلوق، والمخلوق كيف يكون خالقا، وقد اتفقت أقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير وأنه جسم ذو قوائم، بدليل قوله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، وهذا صفة المخلوق لدلائل قيام الحدوث به من التأليف وغيره، وجاء عن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في تفسيره عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: عرشه من ياقوتة حمراء.