مطابقته للترجمة من حيث إنه لما ذكر العرش ذكر أن الله وصفه بالمجيد في قوله - عز وجل -: ذو العرش المجيد وفسر المجيد بالكريم، ووصل هذا nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وقرئ "ذي العرش" صفة لربك، وقرئ "المجيد" بالجر صفة للعرش، ومجد الله عظمته، ومجد العرش علوه وعظمته.
قوله: "والودود الحبيب" ذكر هذا استطرادا; لأن قبل قوله: ذو العرش المجيد وهو الغفور الودود وفسر الودود بالحبيب، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: الودود الفاعل بأهل طاعته ما يفعله الودود من إعطائهم ما أرادوا.
قوله: "كأنه فعيل" أي: كأن مجيدا على وزن فعيل، أخذ من ماجد، ومحمود أخذ من حميد، ويروى: "من حمد" على صيغة الماضي، وهو الصواب، وقال الكرماني: غرضه أن مجيدا فعيل بمعنى فاعل وحميدا فعيل بمعنى محمود، فهو من باب القلب، ويروى: محمود من حمد بلفظ ماضي المجهول والمعروف، وإنما قال: كأنه لاحتمال أن يكون حميد بمعنى حامد، والمجيد بمعنى الممجد، وفي الجملة في عبارة البخاري تعقيد، انتهى.
وقال بعضهم: التعقيد في قوله: "محمود من حمد" قلت: سبحان الله! كيف يقول هذا القائل: التعقيد في قوله: "محمود من حمد"؟! وهذا كلام من لم يذق من علم التصريف شيئا، بل لفظ محمود مشتق من حمد، والتعقيد الذي ذكره الكرماني ونسبه إلى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هو قوله: "ومحمود أخذ من حميد" لأن محمودا لم يؤخذ من حميد، وإنما كلاهما أخذا من حمد الماضي، فافهم.