أي: هذا باب في قوله - عز وجل -: وجوه يومئذ أي: يوم القيامة، والناضرة من نضرة النعيم إلى ربها ناظرة من النظر، وقال الكرماني: المقصود من الباب ذكر الظواهر التي تشعر بأن العبد يرى ربه يوم القيامة، فإن قلت: لا بد للرؤية من المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع من الحدقة إليه وانطباع صورة المرئي في حدقة الرائي ونحوها مما هو محال على الله تعالى، قلت: هذه شروط عادية لا عقلية، يمكن حصولها بدون هذه الشروط عقلا، ولهذا جوز الأشعرية رؤية أعمى الصين بقة أندلس; إذ هي حالة يخلقها الله تعالى في الحي فلا استحالة فيها، وقال غيره: استدل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذه الآية وبأحاديث الباب على أن المؤمنين يرون ربهم في جنات النعيم، وهو مذهب أهل السنة والجماعة وجمهور الأمة، ومنعت ذلك الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة، ولهم في ذلك دلائل فاسدة، وفي التوضيح: حاصل اختلاف الناس في رؤية الله يوم القيامة أربعة أقوال، قال أهل الحق: يراه المؤمنون يوم القيامة دون الكفار، وقالت المعتزلة والجهمية: هي ممتنعة، لا يراه مؤمن ولا كافر، وقال ابن سالم البصري: يراه الجميع الكافر والمؤمن، وقال صاحب كتاب التوحيد: من الكفار من يراه رؤية امتحان لا يجدون فيها لذة كما يكلمهم بالطرد والإبعاد، قال: وتلك الرؤية قبل أن يوضع الجسر بين ظهراني جهنم، وهذه الآية التي هي الترجمة جاءت فيما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري وآخرون وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من طريق ثوير بن أبي فاختة عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=848771إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه ألف سنة، وإن أفضلهم منزلة من ينظر في وجه ربه - عز وجل - في كل يوم مرتين، قال: ثم تلا وجوه يومئذ ناضرة قلت: ثوير هذا ضعيف جدا، تكلم فيه جماعة كثيرون.