أي: هذا باب في قول الله عز وجل: إن رحمت الله قريب من المحسنين إنما قال قريب والقياس قريبة; لأن الفعيل الذي بمعنى الفاعل قد يحمل على الذي بمعنى المفعول، أو الرحمة بمعنى الترحم أو صفة لموصوف محذوف أي: شيء قريب، أو لما كان وزنه وزن المصدر، نحو شهيق وزفير، أعطى له حكمه في استواء المذكر والمؤنث، وقال ابن التين: هو من التأنيث المجازي كطلع الشمس وفيه نظر; لأن شرطه تقدم الفعل. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: الرحمة تنقسم إلى صفة ذات فيكون معناه إرادة إثابة الطائعين، وإلى صفة فعل فيكون معناها أن فضل الله بسوق السحاب وإنزال المطر قريب من المحسنين، فكان ذلك رحمة لهم لكونه بقدرته وإرادته ونحوه، وتسمية الجنة رحمة؛ لكونها فعلا من أفعاله، حادثة بقدرته.