هذا تعليق بصيغة التمريض عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله الصحابي الخزرجي الأنصاري المكثر في الحديث، وهو مع كثرة روايته وعلو مرتبته رحل إلى الشام، وأخذ يسمعه من عبد الله بن أنيس -مصغر أنس- بن سعد الجهني العقبي الأنصاري حليفا، وفي التوضيح هذا أسنده الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديثه قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فاتبعت بعيرا فشددت عليه رحلي، ثم سرت إليه فسرت شهرا حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله بن أنيس الأنصاري فذكره مطولا.
قوله: "فيناديهم" أي: يقول ليدل على الترجمة كذا قاله الكرماني.
قوله: "بصوت" أي: مخلوق غير قائم به، قال [ ص: 153 ] الكرماني: ما السر في كونه خارقا للعادة; إذ في سائر الأصوات التفاوت ظاهرا بين القريب والبعيد؟ قلت: ليعلم أن المسموع منه كلام الله تعالى، كما أن موسى عليه السلام كان يسمع من جميع الجهات كذلك.
قوله: "أنا الملك وأنا الديان" أي: لا ملك إلا أنا ولا يجازي إلا أنا; إذ تعريف الخبر دليل الحصر، واختار هذا اللفظ؛ لأن فيه الإشارة إلى الصفات السبعة: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام؛ ليمكن المجازاة على الكليات والجزئيات قولا وفعلا.