أي: هذا باب في ذكر قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: رجل، إلى آخره، وغرضه من هذا الباب أن قول العباد وفعلهم منسوبان إليهم وهو كالتعميم بعد التخصيص بالنسبة إلى الباب المتقدم عليه، قيل: إن الترجمة مخرومة؛ إذ ذكر من صاحب القرآن حال المحسود فقط، ومن صاحب المال حال الحاسد فقط، وهو خرم غريب ملبس. قال الكرماني: نعم مخروم، ولكن ليس غريبا ولا ملبسا; إذ المتروك هو نصف الحديث بالكلية حاسدا ومحسودا، وهو حال ذي المال، والمذكور هو بيان صاحب القرآن حاسدا ومحسودا; إذ المراد من "رجل" ثانيا هو الحاسد، ومن "مثل ما أوتي" هو القرآن لا المال. ومر الحديث أولا في كتاب العلم وآخرا في كتاب التمني.
قوله: "آناء الليل" أي: ساعات الليل، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش: واحدها أني مثل معي، وقيل: أنو، يقال مضى أنيان من الليل وأنوان، وقال أبو عبيدة: واحدها أنى مثل نحى والجمع آناء.
قوله: "فبين الله" ليس في كثير من النسخ إلا قوله: "فبين" فقط بدون ذكر فاعله، ولهذا قال الكرماني: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن قيام الرجل بالقرآن فعله حيث أسند القيام إليه، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني: إن قراءة الكتاب فعله.
قوله: ألسنتكم " أي: لغاتكم; إذ لا اختلاف في العضو المخصوص بحيث يصير من الآيات.
قوله: وافعلوا الخير " هذا عام في فعل الخير يتناول قراءة القرآن والذكر والدعاء.