يجوز في " أن " الكسر والفتح ; أما الفتح فبالعطف على ما قبله ، وأما الكسر فعلى سبيل الحكاية أو على تقدير باب هذه الجملة ، وهذا من حديث مطول أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن محمود بن خداش عن محمد بن يزيد الواسطي عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثير عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=675080من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء - عليهم السلام - لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر . ثم قال : كذا حدثنا محمود ، وإنما يروى هذا [ ص: 40 ] الحديث عن عاصم عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، وهذا أصح من حديث محمود ، ولا يعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم ، وليس إسناده عندي بمتصل ، وفي علل nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني رواه nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال : وليس بمحفوظ . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لم يقمه nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، وقد خلط فيه . وقال حمزة : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة وغيره من أهل العلم عن كثير بن قيس . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : وعاصم بن رجاء هذا ثقة مشهور . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : عاصم بن رجاء ومن فوقه إلى nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ضعفاء ، ولا يثبت . قال : داود بن جميل مجهول . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار : داود بن جميل وكثير بن قيس لا يعلمان في غير هذا الحديث ، ولا نعلم روى عن كثير غير داود والوليد بن مرة ، ولا نعلم روى عن داود غير عاصم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12858ابن القطان : اضطرب فيه عاصم ; فعنه في ذلك ثلاثة أقوال أحدها قول عبد الله بن داود عن عاصم بن داود عن كثير بن قيس ، والثاني قول nindex.php?page=showalam&ids=12180أبي نعيم عن عاصم عمن حدثه عن كثير ، والثالث قول محمد بن يزيد الواسطي عن عاصم عن كثير - لم يذكر بينهما أحد ، والمتحصل من حال هذا الخبر هو الجهل بحال راويين من رواته والاضطراب فيه ممن لم يثبت عدالته ، انتهى . وقد مر من عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي أن محمد بن يزيد روى عن محمود بن خداش فسماه قيس بن كثير فصار اضطرابا رابعا ، والخامس قال في التهذيب: داود بن جميل ، وقال بعضهم: الوليد بن جميل ، وفي جامع بيان العلم لابن عبد البر من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن عاصم عن جميل بن قيس ، ثم قال : قال حمزة بن محمد : كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12434ابن عياش في هذا الخبر جميل بن قيس . وقال محمد بن يزيد وغيره عن عاصم : كثير بن قيس . قال : والقلب إلى ما قاله محمد بن يزيد أميل - وهذا اضطراب سادس ، وسابع ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وقد تقدم ، وثامن ذكره ابن قانع في كتاب الصحابة وزعم أن كثير بن قيس صحابي وأنه هو الراوي عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم هذا الحديث ، وتبع ابن القانع nindex.php?page=showalam&ids=12570ابن الأثير على هذا ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=12858ابن القطان " لا يعلم كثير في غير هذا الحديث " يرده قول أبي عمر : روى عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما - ومع ذلك فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : قال حمزة : وهو حديث حسن غريب . والتزم nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم صحته ، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان رواه عن محمد بن إسحاق الثقفي ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16300عبد الأعلى بن حماد قال : ثنا عبد الله بن داود - فذكره مطولا ، ولما ذكر في كتاب الضعفاء تأليفه حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=14638أكرموا العلماء ; فإنهم ورثة الأنبياء - قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : به حمزة ، ولا يجوز الاحتجاج به ، وقد روي " nindex.php?page=hadith&LINKID=14638العلماء ورثة الأنبياء " بأسانيد صالحة ; رواه nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن عثمان بن أيمن عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنه ، ولما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في تاريخه حديث nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن مولاه ابن عمر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : حملة العلم في الدنيا خلفاء الأنبياء ، وفي الآخرة من الشهداء - قال : هذا حديث منكر لم نكتبه إلا بهذا السند ، وهو غير ثابت ، وإنما سمي العلماء ورثة الأنبياء لقوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
قوله " ورثوا العلم " بفتح الواو وتشديد الراء ، من التوريث ، ويجوز بفتح الواو وكسر الراء المخففة ، والضمير المرفوع فيه يرجع إلى الأنبياء في قراءة التشديد وإلى العلماء في قراءة التخفيف ، وأعاد بعضهم الضمير إلى العلماء في الوجهين وليس بصحيح ، ويجوز ضم الواو وتشديد الراء المكسورة أيضا ، فعلى هذا يرجع الضمير أيضا إلى العلماء .
قوله " من أخذه " ; أي من أخذ العلم من ميراث النبوة " أخذ بحظ " أي بنصيب " وافر " كثير كامل .
فإن قلت : لم لم يفصح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بكون هذا حديثا ؟ قلت : للعلل التي ذكرناها ، ولذا لا يعد أيضا من تعاليقه ، ولكن إيراده في الترجمة يشعر بأن له أصلا ، وشاهده في القرآن .