الكلام فيه على أنواع ; الأول : قال الكرماني هو ليس من تمام الترجمة ; إذ لم يذكر بعده شيء يكون هذا متعلقا به ، إلا أن يقال : الاغتباط في الحكمة على القضاء لا يكون إلا قبل كون الغابط قاضيا ويزول حينئذ . " وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " بمعنى المصدر ; أي قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه . قلت : كيف يؤول الماضي بالمصدر وتأويل الفعل بالمصدر لا يكون إلا بوجود أن المصدرية ! وقال ابن المنير : مطابقة قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه للترجمة أنه جعل السيادة من ثمرات العلم ، وأوصى الطالب باغتنام الزيادة قبل بلوغ درجة السيادة ، وذلك يحقق استحقاق العلم بأن يغبط صاحبه فإنه سبب لسيادته . قلت : لا شك أن الذي يتفقه قبل السيادة يغبط في فقهه وعلمه فيدخل في قوله " باب الاغتباط في العلم " .
الثاني : أن هذا الأثر الذي علقه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بإسناد صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=12285أحمد بن محمد ثنا محمد بن عيسى ثنا علي بن عبد العزيز ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ عن nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه به ، وأخرجه الحوزي في كتابه ثنا إسحاق بن القعنبي ثنا بشر بن أبي الأزهر ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15787خارجة بن مصعب عن nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين عن nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف عنه [ ص: 55 ] به ، وخارجة ضعيف جدا . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة بسند منقطع عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون به ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في كتابه المدخل عن nindex.php?page=showalam&ids=14394الروذباري عن الصفار عن سعدان بن نصر ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون به .
الثالث : قوله " قبل أن تسودوا " بضم التاء المثناة من فوق وفتح السين المهملة وتشديد الواو ; أي قبل أن تصيروا سادة وتعلموا العلم ما دمتم صغارا قبل السيادة والرياسة وقبل أن ينظر إليكم ، فإن لم تعلموا قبل ذلك استحييتم أن تعلموا بعد الكبر فبقيتم جهلاء ، وفي مجمع الغرائب : يحتمل أن معنى قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه قبل أن تزوجوا فتصيروا سادة بالتحكم على الأزواج والاشتغال بهن لهوا ثم تمحلا للتفقه ، ومنه الاستياد وهو طلب التسيد من القوم . وجزم nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في مدخله بهذا المعنى ولم يذكر غيره ، وقال : معناه قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت - قاله شمر ، ويقال : معناه لا تأخذوا العلم من الأصاغر فيزري بكم ذلك - وهذا أشبه بحديث عبد الله " لن يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم " . ثم قوله " تسودوا " من سود يسود تسويدا ، وثلاثيه ساد يسود ، وفي المحكم : سادهم سودا وسوددا وسيادة وسيدودة فاستادهم كسادهم وسوده هو ، وقال : والسودد الشرف ، وقد يهمز ، وضم الدال لغة طائية ، والسيد الرئيس . وقال كراع : وجمعه سادة ، ونظيره قيم وقامة . قلت : السادة جمع سائد ، والأنثى بالهاء ، وفي المخصص : ساودني فسدته . وقالوا سيد وسائد ، وجمع السيد سادة ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14409الزبيدي في كتاب طبقات النحويين أن أبا محمد العذري الأعرابي قال لإبراهيم بن الحجاج الثابر بإشبيلية : تالله أيها الأمير ما سيدتك العرب إلا بحقك - فقالها بالياء ، فلما أنكر عليه قال : السواد السخام - وأصر على أن الصواب معه ، ومالأه على ذلك الأمير لعظم منزلته في العلم . وفي الجامع : وهو مسود عليهم إذا جعل سيدهم ، والمسود هو الذي ساد غيره . وفي الصحاح : يجمع السيد على سيائد بالهمزة على غير قياس ; لأن جمع فيعل فياعل بلا همز ، والدال في سودد زائدة للإلحاق . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : العرب تقول هو سيدنا أي رئيسنا والذي نعظمه فينا . وقال الصغاني : ساد قومه يسودهم سيادة وسوددا وسؤددا بالهمزة وضم الدال الأولى ، وهي لغة طي ، وسودا عن الفراء وسيدودة فهو سيدهم وهم سادة .
وتقديرها فعلة بالتحريك ; لأن تقدير سيد فعيل ، وهو مثل سري وسراة ، ولا نظير لها ; يدل على ذلك أنه يجمع على سيائد بالهمزة مثال أفيل وأفائل وتبيع وتبائع . وقال أهل البصرة : تقدير سيد فيعل ، جمع على فاعلة ، كأنهم جمعوا سائدا مثال قائد وقادة وزائد وزادة ، والدال في سودد زائدة للإلحاق ببناء فعلل مثال برقع . وقال الفراء : يقال هذا سيد قومه اليوم ، فإذا أخبرت أنه عن قليل يكون سيدهم قلت هو سائد قومه عن قليل وسيد . وقال الكسائي : السيد من المعز المسن . وقال ابن فارس : سمي السيد سيدا لأن الناس يلتجئون إلى سواده أي شخصه . وقال الله تبارك وتعالى : وألفيا سيدها لدى الباب - أي زوجها ، وقال تعالى : وسيدا وحصورا - السيد الذي يفوق في الخير قومه ، ويقال : السيد الحليم ، nindex.php?page=hadith&LINKID=696562وجاء النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : أنت سيد قريش ! فقال : السيد الله تعالى . قال الأزهري : كره أن يمدح في وجهه وأحب التواضع . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : السيد الذي لا يغلبه غضبه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : السيد العابد . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : العرب تقول السيد كل مقهور مغمور بحلمه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : السيد المالك ، وفلان أسود من فلان أي أعلى سوددا منه ، وساودت الرجل من سواد اللون ومن السودد جميعا - أي غالبته .
الرابع : قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه ذلك لأن من سوده الناس يستحيي أن يقعد مقعد المتعلم خوفا على رياسته عند العامة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : من عاجل الرياسة فاته علم كثير . وقيل : إن السيادة تحصل بالعلم ، وكلما زاد العلم زادت السيادة به . وقال الكرماني : في بعض النسخ بدل تفهموا تفقهوا ، وكلاهما بمعنى الأمر . قلت : المشهور من الرواية تفقهوا ; فإنه يحث به على تحصيل الفقه ، وفي كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=910721أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم . وعن علي رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه ! قالوا : بلى . قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله ، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها فقه ولا علم ليس فيه تفهم ، ولا قراءة ليس فيها تدبر . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : لم يأت هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه ، وأكثرهم يوقفونه على علي رضي الله تعالى عنه ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=75شداد بن أوس يرفعه : لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله تعالى ، ولا يفقه العبد كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : لا يصح مرفوعا ، وإنما الصحيح أنه من قول nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، وصدقة السمين راويه مرفوعا مجمع على ضعفه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : [ ص: 56 ] من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12514ابن أبي عروبة : لا نعده عالما - وكذا قاله عثمان بن عطاء عن أبيه . وقال الحارث بن يعقوب : الفقيه من فقه في القراءة وعرف مكيدة الشيطان .