وقوله: " سنين " بالنصب - هو المفعول الثاني، وسنين جمع سنة. وفيه شذوذان: أحدهما: تغيير مفرده من الفتحة إلى الكسرة، والآخر كونه جمعا لغير ذوي العقول. وحكمه أيضا مخالف لسائر الجموع في أنه يجوز فيه ثلاثة أوجه: الأول: أن يعرب كإعراب مسلمين. والثاني: أن تجعل نونه متعقب الإعراب منونا.
والثالث: أن يكون منونا، وغير منون، منصرفا، وغير منصرف.
[ ص: 26 ] قوله: " كسني يوسف " بإضافة سنين إلى يوسف ، فلذلك سقطت نون الجمع.
والمراد به ما وقع في زمان يوسف عليه الصلاة والسلام من القحط في السنين السبع كما وقع في القرآن. (فإن قلت): ما وجه إدخال هذا الباب في أبواب الاستسقاء؟ (قلت): للتنبيه على أنه كما شرع الدعاء في الاستسقاء للمؤمنين، كذلك شرع الدعاء بالقحط على الكافرين; لأن فيه إضعافهم، وهو نفع للمسلمين.