مطابقة الحديث للترجمة : في قوله " في موعظة أشد غضبا من يومئذ " .
بيان رجاله : وهم خمسة ، الأول : محمد بن كثير بفتح الكاف وبالمثلثة العبدي بسكون الباء الموحدة البصري ، أخو سليمان بن كثير ، وسليمان أكبر منه بخمس سنين ، روى عن أخيه سليمان nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود وغيرهما ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن [ ص: 106 ] رجل عنه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : صدوق ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : لا تكتبوا عنه ، لم يكن بالثقة ، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين عن تسعين سنة ، أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم حديثا واحدا في الرؤيا أنه عليه السلام كان يقول لأصحابه : nindex.php?page=hadith&LINKID=651297 " من رأى منكم رؤيا " عن nindex.php?page=showalam&ids=14274الدارمي عنه عن أخيه سليمان ، وليس في الصحيحين nindex.php?page=showalam&ids=17015محمد بن كثير غير هذا ، وفي سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : محمد بن كثير الصغاني روى عن nindex.php?page=showalam&ids=14274الدارمي وهو ثقة اختلط بآخرة .
الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري .
الثالث : nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي الأحمسي التابعي الطحان ، المسمى بالميزان .
الرابع nindex.php?page=showalam&ids=16834 : قيس بن أبي حازم بالمهملة والزاي أبو عبد الله الأحمسي الكوفي البجلي المخضرم ، روى عن العشرة ، وقد تقدم .
الخامس : nindex.php?page=showalam&ids=91أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي البدري ، وقد تقدم .
بيان لطائف إسناده : منها أن فيه التحديث والإخبار بصيغة المفرد والعنعنة ، ومنها أن رواته ما بين بصري وكوفي ; بل ثلاثة منهم كوفيون ، ومنها أن فيه رواية تابعي عن تابعي ، ومنها أن فيه راويا وهو ابن كثير العبدي ليس في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غيره .
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=14906محمد بن يوسف عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، وفيه عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير ، وفي الأدب عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد عن يحيى ، وفي الأحكام عن محمد بن مقاتل عن عبد الله عن ابن أبي خالد ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى عن هيثم ، وعن أبي بكر عن هيثم nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه ، وعن ابن أبي عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، أربعتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد عن قيس به ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في العلم عن nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان به ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير به .
بيان اللغات والإعراب والمعاني : قوله " لا أكاد أدرك الصلاة " قد علم أن كاد معناه قرب ولهذا عدوه من أفعال المقاربة ، وهو لمقاربة الشيء فعل أو لم يفعل ، فمجرده ينبئ عن نفي الفعل ومقرونه ينبئ عن وقوع الفعل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب : إذا دخل النفي على كاد فهو كالأفعال على الأصح ، وقيل يكون في الماضي للإثبات وفي المستقبل كالأفعال ، وهو يرفع الاسم وخبره فعل مضارع بغير أن متأول باسم الفاعل ، نحو كاد زيد يخرج أي خارجا إلا أنهم تركوا استعماله لأن كاد موضوع للتقريب من الحال فالتزم بعده ما يدل بصيغته على الحال ، أعني المضارع ليكون أدل على مقتضاه ، وهاهنا اسمه الضمير المستتر فيه ، وخبره قوله “ أدرك الصلاة " وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : ظاهر هذا مشكل لأن التطويل يقتضي الإدراك لا عدمه ، قال : فكأن الألف زيدت بعد لا وكأن أدرك كانت أترك ، وأجيب عنه بما قال nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد : معناه أنه كان به ضعف فكان إذا طول به الإمام في القيام لا يبلغ الركوع إلا وقد ازداد ضعفه فلا يكاد يتم معه الصلاة ، ورد بأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري روى عن nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي عن سفيان بهذا الإسناد بلفظ لا تأخر عن الصلاة ، وجاء في غير nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " إني لا أدع الصلاة " والأحاديث يفسر بعضها بعضا فيكون المعنى إني لا أكاد أدرك الصلاة في الجماعة وأتأخر عنها أحيانا من أجل التطويل ، قلت هذا ليس فيه إشكال والمعنى صحيح ، وقد قلنا إن الأحاديث يفسر بعضها بعضا ، وهاتان الروايتان تنبئان أن معنى هذا أني أتأخر عن الصلاة مع الجماعة ولا أكاد أدركها لأجل تطويل فلان ، وقوله لأن التطويل يقتضي الإدراك إنما يسلم إذا طلب الإدراك ، وأما إذا تأخر خوفا من التطويل لا يكاد يدرك مع التطويل فافهم ، قوله “ مما يطول " كلمة من للتعليل وما مصدرية ، وفي بعض الروايات " مما يطول لنا " باللام ، وفي رواية أخرى " مما يطيل " فالأولى من التطويل وهذه من الإطالة ، قوله “ فلان " فاعله وهو كناية عن اسم سمي به المحدث عنه ، ويقال في غير الآدمي الفلان معرفا باللام ، قوله “ أشد غضبا من يومئذ " وفي بعض النسخ " أشد غضبا منه من يومئذ " ولفظة " منه " صلة أشد ، فإن قلت : الضمير راجع إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فيلزم أن يكون المفضل والمفضل عليه شيئا واحدا ، قلت : جاز ذلك باعتبارين فهو مفضل باعتبار يومئذ ومفضل عليه باعتبار سائر الأيام ، و " غضبا " نصب على التمييز ، قوله “ فقال " أي النبي عليه الصلاة والسلام " أيها الناس " أي يا أيها الناس ، فحذف حرف النداء ، والمقصود بالنداء هو الناس وإنما جاؤوا بأي ليمكن وصله إلى نداء ما فيه الألف واللام لأنهم كرهوا الجمع بين التخصيص بالنداء ولام التعريف فكان المنادى هو الصفة والهاء مقحمة للتنبيه ، قوله “ منفرون " خبر إن أي منفرون عن الجماعات ، وفي بعض الروايات " إن منكم منفرين " فإن قلت : كان المقتضى أن يخاطب المطول ؟ قلت : إنما خاطب الكل ولم يعين المطول كرما ولطفا عليه وكانت هذه عادته حيثما كان ، يخصص العتاب والتأديب بمن يستحقه حتى لا يحصل له الخجل ونحوه على رؤوس الأشهاد ، قوله “ فمن صلى بالناس " كلمة من شرطية ، قوله “ فليخفف " جوابها [ ص: 107 ] فلذلك دخلها الفاء ، قوله “ فإن فيهم " الفاء فيه تصلح للتعليل ، " والمريض " نصب لأنه اسم إن وما بعده عطف عليه ، وخبرها هو قوله “ فيهم " مقدما ، قوله “ بالناس " أي ملتبسا بهم إماما لهم ، قوله “ وذا الحاجة " كذا في رواية الأكثرين ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي " وذو الحاجة " وجهه أن يكون معطوفا على محل اسم إن وهو رفع مع الخلاف فيه ، وقال بعضهم : أو هو استئناف ، قلت : لا يصح أن يكون استئنافا لأنه في الحقيقة جواب سؤال وليس هذا محله ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوف الخبر وتكون الجملة معطوفة على الجملة الأولى والتقدير وذو الحاجة كذلك ، والفرق بين الضعف والمرض أن الضعف أعم من المرض فالمرض ضد الصحة ، يقال : مرض يمرض مرضا ومرضا فهو مريض ومارض ويقال المرض بالإسكان مرض القلب خاصة ، قال الصغاني : وأصل المرض الضعف وكلما ضعف فقد مرض ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : أصل المرض النقصان ، يقال بدن مريض أي ناقص القوة وقلب مريض أي ناقص الدين ، وقيل المرض اختلال الطبيعة واضطرابها بعد صفائها واعتدالها ، والضعف خلاف القوة ، وقد ضعف وضعف ، والفتح عن يونس فهو ضعيف ، وقوم ضعاف وضعفة ، وفرق بعضهم بين الضعف والضعف فقال : الضعف بالفتح في العقل والرأي والضعف بالضم في الجسد ، ورجل ضعوف أي ضعيف ، فإن قيل : لم ذكر هذه الثلاثة ؟ قلت : لأنه متناول لجميع الأنواع المقتضية للتخفيف ، فإن المقتضى له إما في نفسه أو لا ، والأول إما بحسب ذاته وهو الضعف أو بحسب العارض وهو المرض .
السادس : فيه الأمر بتخفيف الصلاة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : وإنما غضب رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنه كره التطويل في الصلاة من أجل أن فيهم المريض ونحوه فأراد الرفق والتيسير بأمته ، ولم يكن نهيه عليه الصلاة والسلام من التطويل لحرمته لأنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي في مسجده ويقرأ بالسور الطوال مثل سورة يوسف ; وذلك لأنه كان يصلي معه أجلة أصحابه ومن أكثر همه طلب العلم والصلاة ، أقول : ولهذا خفف في بعض الأوقات كما فيما سمع صوت بكاء الصبي ونحوه .