وقائلة خولان فانكح فتاتهم
فإن تقديره هذه خولان ، هكذا نقل عن ، وأجابوا عن الآية بما قاله سيبويه : ليس المعتمد بالعطف الأمر حتى يطلب له مشاكل ، بل المراد عطف جملة ثواب المؤمنين على جملة عذاب الكافرين ، كقولك : زيد يعاقب بالقيد ، وبشر فلانا بالإطلاق ، وعن البيت : إنه ضرورة ، وفيه تعسف ، والأصح عدم الجواز ، وأما ها هنا فالعطف الزمخشري [ ص: 134 ] ليس على قوله : " فاجعل لنا يوما " بل العطف على جميع الجملة ، أعني من قوله : " غلبنا عليك الرجال " ، فاجعل لنا يوما من نفسك ، قوله : " يوما " مفعول ثان لوعد ، قوله : " لقيهن فيه " أي في اليوم الموعود به ، واللقاء فيه إما بمعنى الرؤية ، وإما بمعنى الوصول ، ومحل الجملة النصب ; لأنها صفة ليوما ويحتمل أن يكون استئنافا ، قوله : " فوعظهن " الفاء فيه فصيحة ; لأن المعطوف عليه محذوف ، أي فوفى بوعدهن ولقيهن فوعظهن ، وقوله : " وأمرهن " عطف على " وعظهن " وحذف المأمور به لإرادة التعميم ، والتقدير : فوعظهن بمواعظ ، وأمرهن بالصدقة أو بأمور دينية ، ويجوز أن يكون " فوعظهن وأمرهن " من تتمة الصفة لليوم ، قوله : " فكان " الفاء فيه فصيحة ، واسم كان هو قوله : " ما منكن امرأة " وخبره قوله : " فيما قال لهن " أي في الذي قاله لهن . وفي رواية : " ما منكن من امرأة " ، وكلمة من زائدة لفظا ، وقوله : امرأة مبتدأ ، ومنكن حال منها مقدم عليها ، وخبر المبتدأ الجملة التي بعد آلة الاستثناء ; لأنه استثناء مفرغ ، إعرابه على حسب العوامل ، فإن قلت : كيف يقع الفعل مستثنى ؟ قلت : على تقدير الاسم ، أي ما امرأة مقدمة إلا كائنا لها حجاب ، وقوله : " تقدم " جملة في محل الرفع ; لأنها صفة لامرأة ، وقوله : " ثلاثا " مفعول مقدم ، وكلمة من بيانية . قلت : " حجابا " في رواية الأكثرين هكذا بالنصب . وفي رواية الأصيلي " حجاب " بالرفع ، أما وجه النصب فعلى أنه خبر لكان ، واسم كان التقديم الذي يدل عليه قوله : " تقدم " ، وأما وجه الرفع فعلى كون كان تامة على معنى إلا وقع لها حجاب ، أو حصل أو وجد ونحو ذلك . وفي رواية الأصيلي في الجنائز : " إلا كن لها حجابا " على تقدير الأنفس التي تقدم ، وفي الاعتصام : " إلا كانوا لها حجابا " أي الأولاد ، قوله : " واثنين " ، وهو أيضا عطف على المنصوب بالتقدير المذكور أي ومن قدم اثنين ، قال الكرماني : ومثله يسمى بالعطف التلقيني ، ونحوه في القرآن : البخاري إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قلت : قال الزمخشري : " ومن ذريتي " عطف على الكاف ، كأنه قال : وجاعل بعض ذريتي ؟ كما يقال لك : سأكرمك ، فتقول : وزيدا ؟ وإنما أورد هذا المثال إشارة إلى جواب عما يقال : إن " من ذريتي " مقول قول إبراهيم ، و" جاعلك للناس " مقول قول الله تعالى ، فكيف يعطف أحدهما على الآخر ؟ فكأنه أجاب بإيراد المثال المذكور أنه عطف تلقين ، كأنه قال : قل : وجاعل بعض ذريتي .