مطابقته للترجمة ظاهرة ، وذكر الولد فيها يتناول الثلاثة فما فوقها . فإن قلت : ذكر فيها الاحتساب ، وليس ذلك في الحديث . قلت : هو مراد فيه ، وإن لم يذكر صريحا ; لأن دخول الجنة لا يكون إلا بالاحتساب فيه .
ذكر رجاله .
وهم أربعة : الأول nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر بفتح الميمين عبد الله بن عمرو . الثاني nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث بن سعيد . الثالث nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز بن صهيب ، وصرح به في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه . الرابع : nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه .
ذكر معناه : قوله : " ما من الناس من مسلم " كلمة " من " الأولى بيانية ، والثانية زائدة ، وهو اسم لما قوله " ثلاثة " ، أي ثلاثة أولاد ، ويروى " ثلاث " لا يقال الولد مذكر ، فلا بد من علامة التأنيث فيه ; لأنا نقول : إذا كان المميز محذوفا جاز في لفظ العدد التذكير والتأنيث. قوله : " يتوفى " على صيغة المجهول ، أي يموت . قوله : " لم يبلغوا الحنث " بكسر الحاء المهملة وسكون النون ، وفي آخره ثاء مثلثة ، كذا هو في جميع الروايات ، وحكى صاحب المطالع عن الداودي أنه روى : " لم يبلغوا [ ص: 30 ] الخبث " بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة ، أي : لم يبلغوا فعل المعاصي ، قال : وهذا لا يعرف ، إنما هو الحنث وهو المحفوظ . قال أبو المعالي في المنتهى : بلغ الغلام الحنث ، أي بلغ مبلغا تجري عليه الطاعة والمعصية ، وفي المحكم : الحنث الحلم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل : بلغ الغلام الحنث ، أي جرى عليه القلم والحنث الذنب ، قال تعالى : وكانوا يصرون على الحنث العظيم وقيل : المراد بلغ إلى زمان يؤاخذ بيمينه إذا حنث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : عبر بالحنث عن البلوغ لما كان الإنسان يؤاخذ بما يرتكبه فيه ، بخلاف ما قبله . قوله " إلا أدخله الجنة " هذا الاستثناء وما بعده خبر قوله : " ما من مسلم " . قوله : " بفضل رحمته " ، أي بفضل رحمة الله للأولاد . وقيل : إن الضمير في " رحمته " يرجع إلى الأب ; لكونه كان يرحمهم في الدنيا ، فيجازى بالرحمة في الآخرة ، وردذلك بأن الضمير يرجع إلى الله تعالى بدليل ما روي في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من هذا الوجه : " بفضل رحمة الله إياهم " . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر : " إلا غفر الله لهما بفضل رحمته " ، وكذا في حديث الحارث بن وقيش ، وقد مر عن قريب . وكذا في حديث عمرو بن عبسة ، وقد مر أيضا ، فكأن هذا القائل لم يطلع على الأحاديث المذكورة ، وتصرف فيما قاله . قوله : " إياهم " الضمير يرجع إلى قوله : " ثلاثة من الولد " ، وقال الكرماني : الظاهر أن المراد به المسلم الذي توفيت أولاده لا الأولاد ، وإنما جمع باعتبار أنه نكرة في سياق النفي تفيد العموم. قلت : الظاهر غير ظاهر ; لأن في غير طريق هذا الحديث ما يدل على أن الضمير للأولاد ، وذلك في حديث عمرو بن أبي عبسة وأبي ثعلبة الأشجعي ، وقد مر ذكرهما ، وقد تكلف الكرماني فيما قاله لعدم اطلاعه على هذه الأحاديث ، وقد علم أن الأحاديث يفسر بعضها بعضا ، ولا سيما إذا كانت في قضية واحدة ; فافهم .