أي : هذا باب في بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم إلى آخره هذه الترجمة بعينها لفظ حديث نذكره عن قريب مسندا ، وقال بعضهم : هذا تقييد من المصنف لمطلق الحديث ، وحمل منه لرواية nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس المقيدة بالبعضية على رواية nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر المطلقة قلت : لا نسلم أن التقييد من المصنف بل هما حديثان أحدهما مطلق والآخر مقيد ، فترجم بلفظ الحديث المقيد تنبيها على أن الحديث المطلق محمول عليه ; لأن الدلائل دلت على تخصيص العذاب ببعض البكاء لا بكله ; لأن البكاء بغير نوح مباح كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وقوله : " إذا كان النوح " إلى آخره ليس من الحديث المرفوع بل هو من كلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قاله استنباطا . قوله : " من سنته " بضم السين وتشديد النون وكسر التاء المثناة من فوق أي : من عادته وطريقته وهكذا هو للأكثرين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : أي مما سنه واعتاده إذ كان من العرب من يأمر بذلك أهله ، وهو الذي تأوله nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو أحد التأويلات في الحديث ، وضبطه بعضهم بالباء الموحدة المكررة أي من أجله . وذكر عن محمد بن ناصر أن الأول تصحيف والصواب الثاني وأي سنة للميت ، وفي بعض النسخ باب إذا كان النوح من سننه وضبطه بالنون .
قوله : " لقول الله تعالى " إلى آخره وجه الاستدلال بالآية أن الشخص إذا كان نائحا وأهله يقتدون به فهو صار سببا لنوح أهله فما وقى أهله من النار ، فخالف الأمر ويعذب بذلك .
قوله : " قوا " أمر للجماعة من وقى يقي وأصله أوقيوا ; لأن الأمر من يقي ق وأصله أوق فحذفت الواو تبعا ليقي ، وأصله يوقي حذفت الواو ولوقوعها بين الياء والكسرة ، فصار يقي على وزن يعي والأمر منه ق ، وعلى الأصل أوق ، فلما حذفت الواو منه تبعا للمضارع استغني عن الهمزة فحذفت فصار ق على وزن ع تقول ق قيا قوا ومعنى قوا احفظوا لأنه من الوقاية وهو الحفظ .