صفحة جزء
1250 70 - حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا عمرو بن مرة قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما ، فقيل لهما : إنها من أهل الأرض أي : من أهل الذمة فقالا : إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له : إنها جنازة يهودي فقال : أليست نفسا .
مطابقته للترجمة ظاهرة .

( ذكر رجاله ) آدم بن أبي إياس خراساني سكن عسقلان ، وشعبة بن الحجاج واسطي ، وعمرو بن مرة بضم الميم وتشديد الراء ابن عبد الله المرادي الأعمى الكوفي وعبد الرحمن بن أبي ليلى بفتح اللامين ، واسم أبي ليلى يسار الكوفي ، وسهل بن حنيف بضم الحاء المهملة وفتح النون وسكون الياء ، وفي آخره فاء الأوسي الأنصاري ، [ ص: 111 ] روي له أربعون حديثا للبخاري منها أربعة ، مات بالكوفة وصلى عليه علي رضي الله تعالى عنه وقيس بن سعد بن عبادة بضم المهملة الصحابي ابن الصحابي الجواد ابن الجواد ، وكان من فضلاء الصحابة ودهاة العرب شريف قومه ، لم يكن في وجهه لحية ولا شعرة ، وكانت الأنصار تقول : وددنا أن نشتري لحية لقيس بأموالنا وكان جميلا ، مات سنة ستين .

والحديث أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار ، وعن القاسم بن زكريا ، وأخرجه النسائي ، عن إسماعيل بن مسعود .

( ذكر معناه ) . قوله : " قاعدين " تثنية قاعد منصوب لأنه خبر كان . قوله : " بالقادسية " بالقاف وكسر الدال المهملة وبالسين المهملة المكسورة وتشديد الياء آخر الحروف مدينة صغيرة ذات نخيل ومياه . قال الكرماني : بينها وبين الكوفة مرحلتان ، وفي ( المشترك ) بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا في طريق الحاج ، وبها كانت وقعة القادسية في أيام عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه . والقادسية قرية كبيرة بالقرب من سامراء يعمل فيها الزجاج ، وإنما سميت بهذا الاسم لنزول أهل قادس بها ، وقادس قرية بمرو الرود ، وذكر ياقوت خمس بلاد يقال لكل واحد منها قادسية .

قوله : " عليهما " وفي رواية المستملي والحموي " عليهم " أي على سهل وقيس ومن كان معهما . قوله : " أي من أهل الذمة " هذا تفسير لقوله " من أهل الأرض " كذا في روايات الصحيحين وغيرهما ، وقال ابن التين ناقلا عن الداودي : إنه شرحه بلفظ أو التي للشك وقال : لم أر لغيره ، وقيل لأهل الذمة : أهل الأرض ; لأن المسلمين لما فتحوا البلاد أقروهم على عمل الأرض وحمل الخراج .

قوله : " أليست نفسا " قال ابن بطال : أليست نفسا فماتت فالقيام لها لأجل صعوبة الموت وتذكره ، فكأنه إذا قام كان أشد لتذكره ، وقد ذكرنا في باب القيام للجنازة اختلاف الأحاديث في تعليل القيام لها فتراها أحسن وأوجه من الذي ذكره بعضهم في هذا الموضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية