118 59 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15136عبد العزيز بن عبد الله ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، [ ص: 181 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : إن الناس يقولون : أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ، ثم يتلو : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى إلى قوله : الرحيم إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كان يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشبع بطنه ، ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون .
مطابقة الحديث للترجمة في قوله " ويحفظ ما لا يحفظون " ، وقوله " أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة " ; لأن الإكثار لا يكون إلا عن حفظ .
منها : أن فيه التحديث بصيغة الجمع وصيغة الإفراد والعنعنة ، ومنها أن رواته كلهم مدنيون ، ومنها أن فيه رواية تابعي عن تابعي .
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره :
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في المزارعة عن إبراهيم ، وفي الاعتصام عن علي عن سفيان . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الفضائل عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة وأبي بكر وزهير عن سفيان ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=166عبد الله بن جعفر ، عن يحيى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، كلهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، وله طرق من غير رواية nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في العلم عن محمد بن منصور ، عن سفيان به ، وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن إسحاق بن عيسى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك به . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في السنة عن أبي مروان العثماني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد به مختصرا .
بيان اللغات والإعراب
قوله " إن الناس " مقول قال ، وقوله " يقولون " جملة في محل الرفع خبر إن ، قوله “ أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة " جملة من الفعل والفاعل مقول يقولون ، قوله “ ولولا آيتان " مقول قال لا مقول يقولون ، وحذف اللام من جواب لولا وهو جائز ، والأصل : لولا آيتان موجودتان في كتاب الله لما حدثت .
قوله " حديثا " نصب على المفعولية ، قوله “ ثم يتلو " مقول nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، وفي بعض النسخ : ثم تلا ، قوله “ إن إخواننا " استئناف كالتعليل للإكثار كأن سائلا سأل : لم كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة مكثرا دون غيره من الصحابة ؟ فأجاب بقوله : لأن إخواننا كذا وكذا ، فلأجل ذلك ترك العاطف بين الجملتين .
قوله " من المهاجرين " كلمة من بيانية ، قوله “ كان يشغلهم الصفق " جملة في محل الرفع ; لأنها خبر إن ، وقوله " يشغلهم " من باب شغل يشغل كفتح يفتح بفتح عين الفعل فيهما من الشغل ، ويقال : بضم حرف المضارعة من الإشغال ، وهو غريب .
وفي العباب : يقال : شغلته أشغله ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : لا يقال أشغلته ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : لا يكادون يقولون أشغلت ، وهو جائز .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث : اشتغلت أنا ، والفعل اللازم اشتغل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم وابن دريد : لا يقال اشتغل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس في المقاييس جاء عنهم اشتغل فلان بالشيء ، وهو مشتغل ، وقوله " الصفق " بالرفع فاعل يشغل ، وهو بفتح الصاد كناية عن التبايع ، يقال : صفقت له بالبيع صفقا ، أي ضربت يدي على يده للعقد .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي : يقال : أصفق القوم على الأمر وصفقوا بالبيع والبيعة ، وقال غيره : أصله من تصفيق الأيدي بعضها على بعض من المتبايعين ، أي عاقدي البيعة عند عقدهم ، والسوق يؤنث ويذكر ، سميت به لقيام الناس فيها على سوقهم .
قوله " بشبع بطنه " بالباء الموحدة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي ، وفي رواية غيره : لشبع بطنه باللام ، وهو الثابت في غير nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا وكلاهما للتعليل أي لأجل شبع بطنه ، وروي ليشبع بطنه بلام كي ، ويشبع بصيغة المضارع المنصوب ، والشبع بكسر الشين وفتح الباء الموحدة .
وفي العباب : الشبع مثال عنب ، والشبع بالفتح ، وهذه عن ابن عباد نقيض الجوع ، يقال : شبعت خبزا ولحما ، ومن خبز ولحم شبعا ، وهو من مصادر الطبايع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : الشبع والشبع بإسكان الباء وتحريكها ، وقال غيره : الشبع بالإسكان اسم ما أشبعك من شيء ، وفي الحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=678948آجر موسى صلى الله عليه وسلم نفسه من شعيب صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه وعفة فرجه " ، قوله “ ما لا يحضرون " في محل النصب على أنه مفعول يحضر ، وكذلك قوله “ ما لا يحفظون " مفعول يحفظ .
[ ص: 182 ] بيان المعاني :
قوله " أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة " أي من رواية الحديث ، وهو من باب حكاية كلام الناس أو وضع المظهر موضع المضمر ; إذ حق الظاهر أن يقول : أكثرت . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في البيوع من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : " أكثر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة من الحديث " ، وفي روايته فيه : وفي المزارعة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري هنا زيادة وهي : " ويقولون : ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه " ، وهذه الزيادة تدلك على النكتة في ذكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المهاجرين والأنصار .
قوله " لولا آيتان " المراد من الآيتين : إن الذين يكتمون إلى آخر الآيتين ، والمعنى : لولا أن الله تعالى ذم الكاتمين للعلم لما حدثتكم أصلا ، لكن لما كان الكتمان حراما وجب الإظهار والتبليغ ; فلهذا حصل مني الإكثار لكثرة ما عندي منه ، ثم ذكر سبب الكثرة بقوله " إن إخواننا " إلى آخره .
قوله " ثم يتلو " ، أي قال nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج : ثم يتلو nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، وذكر بلفظ المضارع استحضارا لصورة التلاوة كأنه فيها .
قوله " إن إخواننا " الإخوان جمع أخ ، وهذا يدل على أن أصل أخ أخو بالتحريك ، ويجمع أيضا على آخاء ; مثل : آباء ، والذاهب منه واو ، وعلى إخوة وأخوة بالضم عن nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ، وفيه سؤالان : الأول : كان حق الظاهر أن يقول : إن إخوانه ليرجع الضمير إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأجيب بأنه عدل عنه لغرض الالتفات ، وهو فن من محاسن الكلام .
الثاني : قال : إخواننا ولم يقل إخواني ، وأجيب لأنه قصد نفسه وأمثاله من أهل الصفة ، والمراد الإخوان في الإسلام لا في النسب ، والمراد من المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، ومن الأنصار أصحاب المدينة الذين آووا رسول الله - عليه الصلاة والسلام ونصروه بأنفسهم وأموالهم .
قوله " العمل في أموالهم " يريد به الزراعة والعمل في الغيطان ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : " كان يشغلهم عمل أرضهم " ، وفي رواية ابن سعد " كان يشغلهم القيام على أراضيهم " .
قوله " وإن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة " فيه التفات أيضا ; لأن حق الظاهر أن يقول : وإني ، قوله “ بشبع بطنه " يعني أنه كان يلازم قانعا بالقوت لا مشتغلا بالتجارة ولا بالزارعة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في البيوع : " كنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة " .
قوله " ويحضر " بالرفع عطفا على قوله " يلزم " ، ويجوز بالنصب أيضا على رواية من روى : ليشبع بطنه بلام كي ، و” يشبع " بصورة المضارع إن صحت هذه الرواية .