( ذكر رجاله ) : وهم ستة ; حبان - بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة - ابن موسى ، مر غير مرة . nindex.php?page=showalam&ids=11937وأبو بشر - بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة - واسمه جعفر بن أبي وحشية ، وقد مر أيضا .
وفي سنده التحديث بصيغة الجمع في موضع ، وفيه الإخبار كذلك في موضعين ، وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع ، وفيه أن شيخه وشيخ شيخه مروزيان nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة واسطي nindex.php?page=showalam&ids=11937وأبو بشر بصري nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير كوفي .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في القدر عن nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في القدر عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في السنة عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الجنائز عن مجاهد بن موسى وعن nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى .
وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف ، ولو صح هذا لكان قاطعا للنزاع .
قوله ( إذ خلقهم ) ; أي حين خلقهم .
قوله ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) ، قال ابن قتيبة : أي علم أنهم لا يعلمون شيئا ولا يرجعون فيعملون ، أو أخبر بعلم الشيء لو وجد كيف يكون ; مثل قوله : ولو ردوا لعادوا ولكن لم يرد أنهم يجازون بذلك في الآخرة لأن العبد لا يجازى بما لم يعمل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : يحتمل قوله " الله أعلم بما كانوا عاملين " وجوها من التأويل ; أحدها : أن يكون قبل إعلامه أنهم من أهل الجنة . الثاني : أي على أي دين يميتهم لو عاشوا فبلغوا العمل ، فأما إذا عدم منهم العمل فهم في رحمة الله التي ينالها من لا ذنب له . الثالث : أنه مجمل يفسره قوله تعالى : وإذ أخذ ربك من بني آدم الآية ، فهذا إقرار عام يدخل فيه أولاد المؤمنين والمشركين ، فمن مات منهم قبل بلوغ الحنث ممن أقر بهذا الإقرار من أولاد الناس كلهم فهو على إقراره المتقدم لا يقضى له بغيره لأنه لم يدخل عليه ما ينقضه إلى أن يبلغ الحنث ، وأما من قال حكمهم حكم آبائهم فهو مردود بقوله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى
( ذكر ما يستفاد منه ) : اختلف العلماء قديما وحديثا في هذه المسألة على أقوال ; الأول : أنهم في مشيئة الله تعالى ، وهو منقول عن nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله بن المبارك وإسحاق ، ونقله nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في حق أولاد الكفار خاصة ، والحجة فيه : الله أعلم بما كانوا عاملين .
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في كتاب الاعتقاد أن مسألة الامتحان في حق المجنون ومن مات في الفترة هو المذهب الصحيح ، واعترض بأن الآخرة ليست بدار تكليف فلا عمل فيها ولا ابتلاء ، وأجيب بأن ذلك بعد أن يقع الاستقرار في الجنة أو النار وأما في عرصات يوم القيامة فلا مانع من ذلك ، وقد قال تعالى : يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون وفي الصحيحين أن الناس يؤمرون بالسجود فيصير ظهر المنافق طبقا فلا يستطيع أن يسجد .
السادس : أنهم في الجنة ، قال النووي : هو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون لقوله تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وإذا كان لا يعذب العاقل لكونه لم تبلغه الدعوة فلأن لا يعذب غير العاقل من باب الأولى .
وقال النووي : أيضا في أطفال المشركين ثلاثة مذاهب ; قال الأكثرون : هم في النار تبعا لآبائهم . وتوقف طائفة منهم ، والثالث - هو الصحيح - أنهم من أهل الجنة لحديث إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين رآه في الجنة وحوله أولاد الناس ، والجواب عن حديث " الله أعلم بما كانوا عاملين " أنه ليس فيه تصريح بأنهم في النار . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13926القاضي البيضاوي : الثواب والعقاب ليسا بالأعمال ، وإلا لزم أن تكون الذراري لا في الجنة ولا في النار ، بل الموجب لهما هو اللطف الرباني والخذلان الإلهي المقدر لهم في الأزل ، فالواجب فيهم التوقف ; فمنهم من سبق القضاء بأنه سعيد حتى لو عاش عمل بعمل أهل الجنة ، ومنهم بالعكس .