أي : هذا باب في بيان السؤال والفتيا ، فالسؤال من جهة المستفتي ، والفتيا من جهة المفتي ، وقد ذكرنا أن الفتيا بضم الفاء ، والفتوى بفتحها اسم من استفتيت الفقيه فأفتاني ، وهي جواب الحادثة ، والجمار جمع جمرة وهي الحصاة ، والمراد جمرات المناسك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : معنى هذا الباب أنه يجوز أن يسأل العالم عن العلم ويجيب وهو مشتغل في طاعة الله ، لا يترك الطاعة التي هو فيها إلا إلى طاعة أخرى .
فإن قلت : ليس فيه معنى ما ترجم له ، فإن قوله في الحديث " عند الجمرة " ليس فيه إلا السؤال وهو بموضع الجمرة وليس فيه أنه في خلال الرمي .
قلت : لا نسلم ذلك ، فإن قوله : " عند رمي الجمار " أعم من أن يكون مقارنا بشروعه في رمي الجمار أو في خلال رميه أو عقيب الفراغ منه .
فإن قلت : ما وجه المناسبة بين البابين .
قلت : المناسبة بينهما ظاهرة لأن كلا منهما مشتمل على السؤال عن العالم وهو ظاهر لا يخفى .