مطابقته للترجمة ظاهرة; لأنها في كيفية التلبية، وهذه التي رواها nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هي كيفية التلبية، ولم يتعرض nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لحكم التلبية، وفيها أقوال على ما نذكره عن قريب إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الحج أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، والكلام فيه على وجوه.
الأول: في معناه.
قوله: (لبيك اللهم) يعني: يا الله أجبناك فيما دعوتنا.
وقيل: إنها إجابة للخليل عليه الصلاة والسلام، كما ذكرناه، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من طريق قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: (لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت قيل له: أذن في الناس بالحج، قال رب، وما يبلغ صوتي، قال: أذن وعلي البلاغ، قال: فنادى إبراهيم صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق، فسمعه من بين السماء والأرض، أفلا ترون الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون".
ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وفيه: "وأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال، وأرحام النساء، وأول من أجابه أهل اليمن، فليس حاج يحج من يومئذ إلى أن تقوم الساعة إلا من كان أجاب إبراهيم صلى الله عليه وسلم يومئذ".
قوله: (إن الحمد) روي بكسر الهمزة وفتحها، أما وجه الكسر فعلى الاستئناف، وهو ابتداء كلام، كأنه لما قال: "لبيك" استأنف كلاما آخر، فقال: "إن الحمد والنعمة لك" وهو الذي اختاره nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي رحمهما الله تعالى.
وأما وجه الفتح فعلى التعليل، كأنه يقول: أجبتك; لأن الحمد والنعمة لك، والكسر أجود عند الجمهور، قال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب: لأن من كسر جعل معناه: إن الحمد لك على كل حال، ومن فتح قال: معناه: لبيك لهذا السبب.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: لهج العامة بالفتح، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: [ ص: 173 ] المعنى عندي واحد; لأن من فتح أراد لبيك; لأن الحمد لك على كل حال، واعترض عليه; لأن التقييد ليس في الحمد، وإنما هو في التلبية.
وقال ابن دقيق العيد: الكسر أجود; لأنه يقتضي أن تكون الإجابة مطلقة غير معللة، وأن الحمد والنعمة لله على كل حال، والفتح يدل على التعليل، فكأنه يقول: أجبتك لهذا السبب، والأول أعم وأكثر فائدة.
قوله: (والنعمة لك) المشهور فيه النصب، قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: ويجوز فيه الرفع على الابتداء ويكون الخبر محذوفا، والتقدير: إن الحمد لك، والنعمة مستقرة لك، نقله عن nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري.
قوله: (والملك) أيضا بالنصب على المشهور، ويجوز الرفع، وتقديره: والملك كذلك، والملك بضم الميم، والفرق بينه وبين الملك بكسر الميم ......
الوجه الثاني: أن الحكمة في مشروعية التلبية هي التنبيه على إكرام الله تعالى لعباده بأن وفودهم على بيته إنما كان باستدعاء منه عز وجل.
(فإن قلت): لم قرن الحمد بالنعمة، وأفرد الملك؟
(قلت): لأن الحمد متعلق بالنعمة، ولهذا يقال: الحمد لله على نعمه، فجمع بينهما، كأنه قال: لا حمد إلا لك; لأنه لا نعمة إلا لك، وأما الملك فهو معنى مستقل بنفسه، ذكر لتحقيق أن النعمة كلها لله; لأنه صاحب الملك.
الوجه الثالث: في حكم التلبية، ففيه أربعة أقوال قد ذكرناها في أواخر الباب السابق.
الوجه الرابع: في الزيادة على ألفاظ التلبية المروية عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في الحديث المذكور، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر: أجمع العلماء على القول بهذه التلبية، واختلفوا في الزيادة فيها، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: أكره الزيادة فيها على تلبية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقد روي عنه أنه لا بأس أن يزاد فيها ما كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يزيده.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي، nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن: له أن يزيد فيها ما شاء وأحب.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور: لا بأس بالزيادة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: إن زاد في التلبية شيئا من تعظيم الله تعالى فلا بأس إن شاء الله، وأحب إلي أن يقتصر.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي في قول: لا ينبغي أن يزاد فيها على تلبية النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة، وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي، واختاره، وقد زاد جماعة في التلبية منهم nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر. ومنهم أبوه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب زاد هذه الزيادة التي جاءت عن ابنه nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، ولعل عبد الله أخذها من أبيه، فإنه رواها عنه، كما هو متفق عليه.
ومنهم nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، فروي عنه أنه لبى، فقال: لبيك عدد الحصى والتراب، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، قال: "أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم" فذكر التلبية، قال: والناس يزيدون ذا المعارج، ونحوه من الكلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع، فلا يقول لهم شيئا، وروى سعيد بن المنصور في (سننه) بإسناده إلى nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود بن يزيد أنه كان يقول: لبيك غفار الذنوب لبيك، وفي (تاريخ مكة) للأزرقي صفة تلبية جماعة من الأنبياء عليهم السلام، رواه من رواية عثمان بن ساج، قال: أخبرني صادق أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد مر بفج الروحاء سبعون نبيا تلبيتهم شتى، منهم يونس بن متى، وكان يونس يقول: لبيك فراج الكرب لبيك، وكان موسى صلى الله عليه وسلم يقول: لبيك أنا عبدك لديك لبيك، قال: وتلبية عيسى عليه السلام: أنا عبدك وابن أمتك بنت عبديك لبيك، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في (المستدرك) من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=911359أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفات، فلما قال: لبيك اللهم لبيك، قال: إنما الخير خير الآخرة وقال: هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في العلل من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين، عن يحيى بن سيرين، عن nindex.php?page=showalam&ids=12336أنس بن سيرين، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=934671لبيك حجا حقا تعبدا ورقا وفي هذا الحديث نكتة غريبة، وهو أنه اجتمع فيه ثلاثة إخوة يروي بعضهم عن بعض، ولا يعرف هذا في غير هذا الحديث.
قوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: "وسعديك" معناه: مساعدة لطاعتك بعد مساعدة.
قوله: "والرغباء" قال أبو المعاني في (المنتهى) الرغب، والرغبة، والرغب –بالتحريك- اتساع الإرادة، ورغبت فيه أوسعته إرادة، وأرغبت لغة، والرغبى والرغباء مثل النعمى والنعماء اسمان منه إذا فتحت مددت، وإذا ضممت قصرت، وفي (المحكم) الرغب، والرغب، والرغب، والرغبة، والرغبوت، والرغبى، والرغبى، والرغباء الضراعة والمسألة، وقد رغب إليه ورغب هو عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ودعا الله رغبة ورغبة.
وقيل: هي الرغبى مثل سكرى، والعمل فيه حذف تقديره: والعمل إليك، أي: إليك القصد به، والانتهاء به إليك لنجازى عليه.