1481 (أهل تكلم به، واستهللنا، وأهللنا الهلال، كله من الظهور، واستهل المطر خرج من السحاب وما أهل لغير الله به وهو من استهلال الصبي.
جرى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على دأبه أنه إذا رأى مادة من الكلام تستعمل في معان كثيرة مما جاء في الكتاب أو في السنة يذكر ذلك ويبينه، وذكر أشياء منها قوله: "أهل تكلم به" يعني: إذا تكلم رجل بشيء يقال: أهل; لأنه إذا تكلم أظهر ما في قلبه.
ومنها قوله: (استهللنا، وأهللنا الهلال) يعني: طلبنا ظهوره، ويقال: أهل الهلال، واستهل على ما لم يسم فاعله، ويقال أيضا استهل على صيغة المعلوم، ومعناه تبين، ولا يقال أهل، ويقال: أهللنا عن ليلة كذا، ولا يقال أهللناه فهل، كما يقال أدخلناه فدخل، وهو قياسه.
ومنها استهل المطر إذا ظهر نزوله من السحاب بصوت، ويقال: تهلل وجه الرجل من فرحه، واستهل إذا ظهر سروره، وتهللت دموعه إذا سالت، وانهلت السماء صبت، وانهل المطر انهلالا إذا سال بشدة.
ومنها قوله: وما أهل لغير الله معناه إذا نودي عليه بغير اسم الله، وأصله رفع صوت الذابح عند الذبح.
ومنها قوله: "وهو من استهلال الصبي" وهو ظهور صياحه عند الولادة، ومنه "أهل المعتمر" إذا رفع صوته بالتلبية.
قوله: (كله من الظهور) أي: كل واحد من أهل، واستهللنا، وأهللنا من الظهور، وهذا كان محله أن يذكر بعد قوله: "وهو من استهلال الصبي" لأن جميع ما ذكره من المواد المذكورة من الظهور، وذكره بعد قوله: "وأهللنا الهلال" في غير محله.