وقوله بالجر عطف على قوله: (فضل مكة) والتقدير: وفي بيان تفسير قوله تعالى: وإذ جعلنا البيت إلخ، وهذه أربعة آيات سيقت كلها في رواية كريمة، وفي رواية الباقين بعض الآية الأولى، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر كل الآية الأولى ثم قالوا إلى قوله: التواب الرحيم
قوله تعالى: وإذ جعلنا البيت أي واذكر إذ جعلنا البيت، والبيت اسم غالب للكعبة كالنجم للثريا.
قوله: (مثابة) أي مباءة ومرجعا للحجاج والعمار، فينصرفون عنه ثم يثوبون إليه، قال nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: أصل مثابة مثوبة، نقلت حركة الواو إلى الثاء وقلبت الواو ألفا؛ لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: وقرئ "مثابات". وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: قال بعض نحاة البصرة: ألحقت الهاء في المثابة لما كثر من يثوب إليه، كما يقال سيارة ونسابة. وقال بعض نحاة الكوفة: بل المثاب والمثابة بمعنى واحد، نظير المقام والمقامة، فالمقام ذكر على قوله؛ لأنه أريد به الموضع الذي يقام فيه، وأنثت المقامة؛ لأنه أريد بها البقعة، وأنكر هؤلاء أن تكون المثابة نظيرة للسيارة والنسابة، وقالوا: إنما أدخلت الهاء في السيارة والنسابة؛ تشبيها لها بالداهية، والمثابة مفعلة من ثاب القوم إلى الموضع إذا رجعوا إليه، فهم يثوبون إليه مثابا ومثابة وثوابا، بمعنى: جعلنا البيت مرجعا للناس ومعادا يأتونه كل عام ويرجعون إليه، فلا يقضون منه وطرا، ومنه: ثاب إليه عقله إذا رجع إليه بعد عزوبه عنه.
فإن قلت: البيت مذكر ومثابة مؤنثة والتطابق بين الصفة والموصوف شرط.
قلت: ليست التاء فيه للتأنيث، بل هو كما يقال: درهم ضرب الأمير، والمصدر قد يوصف به يقال: رجل عدل رضي، أي معدل مرضي.
وقيل: الهاء فيه للمبالغة؛ لكثرة من يثوب إليه، مثل علامة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16432عبد الله بن رجاء، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله: مثابة قال: يثوبون إليه ثم يرجعون. قال: وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير في رواية، وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن وعطية nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك نحو ذلك.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير في رواية أخرى nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16566وعطاء الخراساني: مثابة للناس أي مجمعا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أي أمنا للناس. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية: يعني أمنا من العدو، وأن يحمل فيه السلاح.
قوله: واتخذوا قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: واتخذوا على إرادة القول، أي وقلنا اتخذوا منه موضع صلاة تصلون فيه، وهي على وجه الاختيار والاستحباب دون الوجوب، وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع وابن عامر "واتخذوا" على صيغة الماضي، وقرأ الباقون على صيغة الأمر.
واختلف المفسرون في المراد بالمقام ما هو، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم: حدثنا عمر بن شبة النمري، حدثنا أبو خلف يعني عبد الله بن عيسى، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال: مقام إبراهيم الحرم كله. وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: مقام إبراهيم الحج كله. ثم فسره nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء فقال: التعريف وصلاتان بعرفة والمشعر ومنى ورمي الجمار والطواف بين الصفا والمروة. وقال سفيان: عن عبد الله بن مسلم، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال: الحجر مقام إبراهيم فكان يقوم عليه ويتناول إسماعيل الحجارة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المقام الحجر الذي وضعته زوجة إسماعيل عليه السلام تحت قدم إبراهيم عليه السلام حتى غسلت رأسه . حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي وضعفه، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=11943الرازي في تفسيره عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق: عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن حميد الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، قال: أول من أخر المقام إلى موضعه الآن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب.
قوله: وعهدنا إلى إبراهيم قال nindex.php?page=showalam&ids=11903أبو الليث في تفسيره: أي أمرنا إبراهيم وإسماعيل (أن طهرا) أي بأن طهرا البيت أي بالتطهير من الأوثان، ويقال: من جميع النجاسات (للطائفين) أي لأجل الطائفين الذين يطوفون الغرباء (والعاكفين) وهم أهل الحرم المقيمون بمكة من أهل مكة وغيرهم.
قوله: والركع أهل الصلاة وهو جمع راكع، وقوله: السجود مصدر، وفيه حذف، أي: الركع ذوي السجود.
قوله: وإذ قال إبراهيم أي واذكر إذ قال إبراهيم: رب اجعل هذا أي الحرم بلدا آمنا وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: أي اجعل بلدا ذا أمن، كقوله عيشة راضية وآمنا من فيه، كقولك: ليل نائم، وفي خلاصة البيان: والبلد ينطلق على كل موضع من الأرض عامر مسكون أو خال، والبلد في هذه الآية مكة، وقد صارت مكة حراما بسؤال إبراهيم، وقبله كانت حلالا.
قوله: وارزق أهله من الثمرات يعني أنواع الثمرات، فاستجاب الله دعاءه في المسألتين، قال المفسرون: إن الله تعالى بعث جبريل عليه السلام حين اقتلع الطائف من موضع الأردن ثم طاف بها حول الكعبة فسميت الطائف.
قوله: من آمن منهم بدل من أهله، قال nindex.php?page=showalam&ids=11903أبو الليث: وإنما اشترط هذا الشرط؛ لأنه قد سأل الإمامة لذريته فلم يستجب له في الظالمين، فخشي إبراهيم أن يكون أمر الرزق هكذا، فسأل الرزق للمؤمنين خاصة، فأخبر الله تعالى أنه يرزق الكافر والمؤمن وأن أمر الرزق ليس كأمر الإمامة، قالوا: لأن الإمامة فضل والرزق عدل، فالله تعالى يعطي فضله لمن يشاء ممن كان أهلا لذلك، وعدله لجميع الناس؛ لأنهم عباده وإن كانوا كفارا.
قوله: ومن كفر قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: وأرزق من كفر فأمتعه، ويجوز أن يكون: (من كفر) مبتدأ متضمنا معنى الشرط، وقوله: (فأمتعه) جواب الشرط، أي: ومن كفر فأنا أمتعه، وقرئ فأمتعه فأضطره فألزه إلى عذاب النار لز المضطر الذي لا يملك الامتناع مما اضطر إليه، وقرأ أبي: (فنمتعه قليلا ثم نضطره) وقرأ يحيى بن وثاب: (فإضطره) بكسر الهمزة، وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: (فأمتعه قليلا ثم اضطره) على لفظ الأمر.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: في الآية تقديم وتأخير معناه: وإذ يرفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت، ويقال: إن إبراهيم عليه السلام كان يبني، وإسماعيل عليه السلام يعينه، والملائكة يناقلون الحجر من إسماعيل، وكانوا ينقلون الحجر من خمسة أجبل: طور سينا، وطور زيتا، وجودي، ولبنان، وحراء.
وقال جبريل عليه السلام لإبراهيم عليه السلام: قد أجيب لك فاسأل شيئا آخر، قالا ربنا واجعلنا مسلمين لك يعني مخلصين لك، ويقال: واجعلنا متثبتين على الإسلام، ويقال: مطيعين لك، ثم قالا ومن ذريتنا أمة مسلمة لك يعني اجعل بعض ذريتنا من يخلص لك ويثبت على الإسلام، ثم قال: وأرنا مناسكنا يعني علمنا أمور مناسكنا، ذكر الرؤية وأراد به العلم، ثم قال: وتب علينا يعني تجاوز عنا الزلة إنك أنت التواب المتجاوز الرحيم بعبادك.