وجه تعلق هذه الآية بالترجمة من جهة أنه اختصها من بين جميع البلاد بإضافة اسمه إليها; لأنها أحب بلاده إليه وأكرمها عليه وأعظمها عنده؛ حيث إن حرمها لا يسفك فيها دم حرام، ولا يظلم فيها أحد، ولا يهاج صيدها، ولا يختلى خلاها. ولما بين الله تعالى قبل هذه الآية المبدأ والمعاد، ومقدمات القيامة وأحوالها، وصفة أهل القيامة من الثواب والعقاب، وذلك كمال ما يتعلق بأصول الدين، ذكر هذه الآية وختم ما قبله بهذه الخاتمة، فقال: قل يا محمد إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة، أي إني أخص رب هذه البلدة بالعبادة ولا أتخذ له شريكا، والبلدة مكة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: قرئ: (هذه البلدة التي) وهي قليلة، وتكون التي في موضع خفض من نعت للبلدة، وفي قراءة: (الذي) يكون (الذي) في موضع نصب من نعت رب، وأشار إليها إشارة؛ تعظيما لها وتقريبا دالا على أنها موطن نبيه ومهبط وحيه، ووصف ذاته بالتحريم الذي هو خاص وصفها، فأجزل بذلك قسمها في الشرف والعلو، ووصفها بأنها محرمة، لا ينتهك حرمتها إلا ظالم مضاد لربه، وله كل شيء خلقا وملكا، وجعل دخول كل شيء تحت ربوبيته وملكوته، وأمرت الثاني عطف على أمرت الأول، يعني أمرت أن أكون من الحنفاء الثابتين على ملة الإسلام.