قد مر وجه المطابقة بين الحديث والترجمة، ووجه آخر وهو أن المشركين كانوا يعظمون الكعبة قديما بالستور [ ص: 234 ] والكسوة ويقومون إليها كما يقوم المسلمون، وبين الله تعالى في الآية المذكورة أنه جعل الكعبة بيتا حراما، ومن حرمتها تعظيمها، فعظمها المسلمون، ومن جملة تعظيمهم إياها أنهم كانوا يكسونها في كل سنة يوم عاشوراء الذي هو من الأيام المعظمة، فمن هذه الحيثية حصلت المطابقة بين الآية التي هي ترجمة وبين الحديث.
ذكر رجاله: وهم تسعة:
الأول: nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير -بضم الباء الموحدة- أبو زكريا المخزومي.
الثاني: nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد.
الثالث: nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل -بضم العين- ابن خالد.
الرابع: nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
الخامس: nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير بن العوام.
السادس: محمد بن مقاتل -بضم الميم على وزن اسم الفاعل من المقاتلة- أبو الحسن المجاور بمكة.
السابع: nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك.
الثامن: nindex.php?page=showalam&ids=16892محمد بن أبي حفصة، واسمه ميسرة، ضد الميمنة.
التاسع: أم المؤمنين nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها.
ذكر لطائف إسناده:
فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع.
وفيه: الإخبار بصيغة الجمع في موضع، وبصيغة الإفراد في موضع.
وفيه: العنعنة في سبعة مواضع.
وفيه: القول في موضعين.
وفيه: أن شيخه يحيى nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث مصريان وأن عقيلا أيلي، وأن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة مدنيان، وأن شيخه محمد بن مقاتل من أفراده، وأنه nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك مروزيان، ومحمد بن أبي حفصة بصري.
وفيه: أنه رواه من طريقين.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي: جمع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بين رواية nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل وابن أبي حفصة في المتن، وليس في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل ذكر الستر، ثم ساقه بدونه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل وهو كما قال، وعادة nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري التجوز في مثل هذا.
وقيل: أراد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل التصريح بسماع nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب من nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة.
قلت: ليس لما ذكره؛ فإنه لم يأت به، نعم هو عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وأبي نعيم، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=14880الفاكهي من طريق ابن أبي حفصة وصرح بسماع nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري له من عروة.
(ذكر معناه):
قوله: (كانوا) أي المسلمون كانوا يصومون يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم، وكان فرضا، فلما نزل فرض رمضان نسخ صوم يوم عاشوراء وهو ممدود غير منصرف.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14962أبو علي القالي في كتاب الممدود والمقصور: عاشوراء على وزن فاعولاء، ولا نعلم من هذا المثال غيره.
قوله: (وكان) أي كان يوم عاشوراء يوما تستر فيه الكعبة، وكانت تكسى في كل سنة مرة يوم عاشوراء، ثم إن معاوية كان يكسوها مرتين، ثم المأمون كان يكسوها ثلاثا الديباج الأحمر يوم التروية، والقباطي هلال رجب، والديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من رمضان.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق في السير: أن تبان أسعد أبو كرب، وهو تبع الآخر ابن كلكيكرب بن زيد وهو تبع الأول nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو، وساق نسبه إلى يعرب بن قحطان، ثم قال: كان هو وقومه أصحاب أوثان يعبدونها، توجه إلى مكة حتى إذا كان بين عسفان وأمج أتاه نفر من هذيل بن مدركة فقالوا: ألا ندلك على بيت مال داثر؟ قال: بلى، قالوا: مكة، وإنما أراد الهذليون هلاكه لما عرفوا هلاك من أراده من الملوك، فقال له حبران كانا معه: إنما أراد هؤلاء هلاكك، قال: فبماذا تأمراني، قالا: نصنع عنده ما يصنع أهله، نحلق عنده ونطوف وننحر، ففعل فأقام بمكة ستة أيام ينحر للناس ويطعمهم، فأري في المنام أن يكسو البيت فكساه الخصف، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافر، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الملاء والوصائل، فكان تبع فيما يزعمون أول من كسا البيت.
وذكر ابن قتيبة أن هذه القصة كانت قبل الإسلام بتسعمائة سنة، وفي معجم nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12007أبو زرعة عمرو، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد، رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=702655 "لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم" وفي مغايص الجوهر في أنساب حمير: كان يدين بالزبور، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في تاريخه: أول من كساها عدنان بن أدد، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير أن أول من كساها الديباج nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي أن أول من كساها الديباج خالد بن جعفر بن كلاب أحمد لطيمة يحل البر، ووجد فيها أنماطا فعلقها على الكعبة.
وذكر الحافظ أن أول من علقها nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير، وفي كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: أول من حلاها عبد المطلب بن عبد مناف لما حفرها بالغزالين اللذين وجدهما من ذهب فيها.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث بن أبي سليم قال: كانت كسوة الكعبة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنطاع والمسوح.
وقال ابن دحية: كساها المهدي القباطي والخز والديباج وطلى جدرانها بالمسك والعنبر من أسفلها إلى أعلاها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: قال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج: زعم بعض علمائنا أن أول من كساها إسماعيل عليه السلام، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13898البلاذري أن أول من كساها الأنطاع عدنان بن أدد، وروى nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي عن إبراهيم بن أبي ربيعة قال: كسي البيت في الجاهلية الأنطاع، ثم كساه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الثياب اليمانية، ثم كساه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان القباطي، ثم كساه الحجاج الديباج، وقال: [ ص: 235 ] nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: بلغني أن البيت لم يكس في عهد أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر، يعني لم يجدد له كسوة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق: عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخبرت أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه كان يكسوها القباطي، وأخبرني غير واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم كساها القباطي والحبرات، وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وأول من كساها الديباج nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان، وأن من أدرك ذلك من الفقهاء قالوا: أصاب ما نعلم لها من كسوة أوفق منه، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12083أبو عروبة في الأوائل له عن الحسن قال: أول من لبس الكعبة القباطي النبي صلى الله عليه وسلم، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في المؤتلف أن أول من كسا الكعبة الديباج تنيلة بنت جنان والدة nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب، كانت أضلت nindex.php?page=showalam&ids=18العباس صغيرا، فنذرت إن وجدته أن تكسو الكعبة الديباج، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار أنها أضلت ضرارا ابنها فرده عليها رجل من جذام، فكست الكعبة ثيابا بيضاء، وهو محمول على تعدد القصة، وكسيت في أيام الفاطميين الديباج الأبيض، وكساها السلطان nindex.php?page=showalam&ids=14503محمود بن سبكتكين ديباجا أصفر، وكساها ناصر العباسي ديباجا أخضر، ثم كساها ديباجا أسود، فاستمر إلى الآن، ولم تزل الملوك يتداولون كسوتها، إلى أن وقف عليها الصالح إسماعيل بن الناصر في سنة نيف وخمسين وسبعمائة قرية بنواحي القاهرة، ولم تزل تكسى من هذا الوقف.