مطابقته الترجمة تؤخذ من قوله: " يخطب يوم النحر"؛ لأن في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر: على راحلته.
(فإن قلت): قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : إن nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان تفرد بقوله: " على راحلته".
(قلت): ليس كما قال، فقد ذكر ذلك يونس عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، وقد أشار nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلى ذلك بقوله: " تابعه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري"؛ أي في قوله: " وقف على راحلته".
(ذكر رجاله): وهم ستة: الأول: سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس. الثاني: أبوه يحيى بن سعيد المذكور. الثالث: nindex.php?page=showalam&ids=13036عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. الرابع: nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم الزهري. الخامس: nindex.php?page=showalam&ids=16745عيسى بن طلحة بن عبيد الله. السادس: nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص.
(ذكر لطائف إسناده): فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وبصيغة الإفراد في موضعين، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه أن شيخه بغدادي وأبوه كوفي، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج مكي، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري وعيسى مدنيان، وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي، وقد ذكرنا تعدد موضعه ومن أخرجه غيره في كتاب العلم في باب الفتيا وهو على ظهر الدابة.
(ذكر معناه): قوله: " شهد النبي صلى الله عليه وسلم" ؛ أي: حضره. قوله: " يخطب يوم النحر" جملة فعلية وقعت حالا؛ أي: يخطب على راحلته كما صرح به في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان nindex.php?page=showalam&ids=17124ومعمر بن راشد. قوله: " فقام إليه رجل" لم يدر اسمه، قال شيخنا زين الدين رحمه الله: اختلفت ألفاظ حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو في مكان هذا السؤال، ووقفه، ففي الصحيحين: " وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه"، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري: " رأيته عند الجمرة وهو يسأل"، وفي رواية له: " وقف على ناقته"، وعند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: " أتاه رجل يوم النحر وهو واقف عند الجمرة"، وفي رواية له: " رأيته على ناقته بمنى"، وفي رواية له: " بينما هو يخطب يوم النحر"، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في سننه: قال لنا أبو بكر النيسابوري : ما وجدت "يخطب" إلا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، وهو حسن. انتهى.
وجه الجمع بينها أنه لا اختلاف في المكان. فقوله: " بمنى" لا ينافيه قوله: " عند الجمرة" ؛ لأنها أول منى، وقوله: " على ناقته" مع قوله: " يخطب" لا منافاة أيضا بينهما؛ إذ قد يكون خطب على راحلته، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي حكاية عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: معنى يخطب؛ أي: وقف للناس يعلمهم، لا أنها من خطب الحج. قال شيخنا: ويحتمل أنه كان في خطبة يوم النحر، وهي الخطبة الثالثة من خطب الحج.
وأما قوله: " يوم النحر" ؛ فهو معارض لرواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس" رميت بعدما أمسيت" فهذا يدل على أن السؤال كان بعد المساء؛ إما في الليل، أو في اليوم الذي يليه، أو ما بعده. انتهى.
(قلت): لا معارضة؛ لأنا قد ذكرنا أن المساء يطلق على ما يطلق عليه العشي والرواح، والعشي يطلق على ما بعد الزوال، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم في حجة الوداع أن هذه الأسئلة كانت بعد عوده إلى منى من إفاضة يوم النحر، وقال المحب الطبري: يحتمل أنها تكررت قبله وبعده وفي الليل، والله أعلم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: يحتمل أن ذلك في موضعين؛ أحدهما: وقف على راحلته عند الجمرة، ولم يقل في هذا الوجه أنه خطب، وإنما فيه أنه وقف وسئل، والثاني: بعد صلاة الظهر يوم النحر وقف للخطبة فخطب، وهي إحدى خطب الحج المشروعة، يعلمهم فيها ما بين أيديهم من المناسك. وقال النووي: وهذا الاحتمال هو الصواب.
قوله: " فقال: كنت أحسب أن كذا قبل كذا" ؛ أي: كنت أظن ـ مثلاـ أن النحر قبل الرمي، وله نظائر، أشار إليه بقوله: " وأشباه ذلك"؛ أي: من الأشياء التي كان يحسبها على خلاف الأصل، ووقع ذلك بعبارات مختلفة؛ ففي رواية يونس عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: " nindex.php?page=hadith&LINKID=687581لم أشعر أن الرمي قبل الحلق فنحرت قبل أن أرمي، وقال آخر: لم أشعر أن النحر قبل الحلق فحلقت قبل أن أنحر" وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج: " كنت أحسب أن كذا قبل كذا" ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16892محمد بن أبي حفصة عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم" حلقت قبل أن أرمي، وقال آخر: أفضت إلى البيت قبل أن أرمي"، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد زيادة الحلق قبل الرمي، وأيضا: فحاصل ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو السؤال عن أربعة أشياء: الحلق قبل الذبح، والحلق قبل الرمي، والنحر قبل الرمي، والإفاضة قبل الرمي. والأولان في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا السؤال عن الحلق قبل الرمي، وكذا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد عند [ ص: 75 ] nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي السؤال عن الرمي والإفاضة معا قبل الحلق، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر الذي علقه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيما مضى السؤال عن الإفاضة قبل الذبح، وفي حديث أسامة بن شريك عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السؤال عن السعي قبل الطواف.
قوله: " لهن كلهن" اللام فيه إما متعلق بـ"قال"؛ أي قال لأجل هذه الأفعال كلهن: افعل ولا حرج! أو متعلق بمحذوف نحو: قال يوم النحر لهن، أو متعلق بـ"لا حرج"؛ أي: لا حرج لأجلهن عليك.
قوله: " عن شيء" ؛ أي: من الأمور التي هي وظائف يوم النحر.