1775 446 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان قال: أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال: أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651741سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف، يريد عوافي السباع والطير، وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما.
مطابقته للترجمة في قوله: " تتركون المدينة" فإن تركهم رغبة عنها.
ورجاله قد ذكروا غير مرة nindex.php?page=showalam&ids=11931وأبو اليمان الحكم بن نافع، وشعيب بن حمزة الحمصي، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري محمد بن مسلم.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق يونس، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة: " nindex.php?page=hadith&LINKID=659469ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعواف"، يعني السباع والطير، ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب أنه قال: أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تتركون المدينة.." إلى آخره، نحو رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غير أنها في روايته: " nindex.php?page=hadith&LINKID=659470ثم يخرج راعيان من مزينة ينعقان بغنمهما". قوله: " تتركون" بتاء المخاطب في رواية الأكثرين، والمراد بذلك غير المخاطبين لكنهم من أهل البلد، ومن نسل المخاطبين، وقيل نوع المخاطبين من أهل المدينة، ويروى "يتركون" بياء الغيبة، ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي.
قوله: " على خير ما كانت" ؛ أي: على أحسن حالة كانت عليه من قبل، يعني أعمرها وأكثرها ثمارا. قوله: " لا يغشاها" ؛ أي: لا يقربها ولا يأتيها إلا العواف جمع عافية، وهي طلاب الرزق من الدواب والطير، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده: العافية والعفاة والعفاء: الأضياف، وطلاب المعروف، وقيل: هم الذين يعفونك؛ أي: يأتونك يطلبون ما عندك، والعافي أيضا الرائد والوارد؛ لأن ذلك كله طلب.
قوله: " يريد عوافي الطير والسباع" تفسير لقوله: العواف، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: اجتمع في العوافي شيئان: أحدهما: أنها طالبة لأقواتها، من قولك: عفوت فلانا أعفوه، فأنا عاف، والجمع عفاة: أي أتيت أطلب معروفه، والثاني: من العفاء وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به، فإن الطير والوحش تقصده لأمنها على نفسها فيه، وقال عياض: وقد وجد ذلك حيث صارت، أي المدينة، معدن الخلافة، ومقصد الناس، وملجأهم، وحملت إليها خيرات الأرض، وصارت من أعمر البلاد، فلما انتقلت الخلافة منها إلى الشام، ثم إلى العراق، وتغلبت عليها الأعراب، وتعاورتها الفتن، وخلت من أهلها فقصدتها عوافي الطير والسباع، وذكر الإخباريون أنها خلت من أهلها في بعض الفتن التي جرت بالمدينة، وبقيت ثمارها للعوافي كما قال صلى الله عليه وسلم: وخلت مدة، ثم تراجع الناس إليها، وفي حال خلوها عدت الكلاب على سواري المسجد، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: حتى يدخل الكلب أو الذئب فيعوي على بعض سواري المسجد، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: هذا مما جرى في العصر الأول وانقضى، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، وقال النووي: المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ويوضحه قصة الراعيين فقد وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ: " ثم يحشر راعيان"، وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنهما آخر من يحشر، ويؤيد هذا ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وغيرهما من حديث محجن بن الأدرع الأسلمي، قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=700302بعثني النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة ثم لقيني وأنا خارج من بعض طرق المدينة، فأخذ بيدي حتى أتينا أحدا، ثم أقبل على المدينة فقال: ويل أمها قرية يوم يدعها أهلها كأينع ما يكون! قلت: يا رسول الله، من يأكل ثمرها؟ قال: عافية الطير والسباع".
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16670عمر بن شبة بإسناد صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=886829دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، ثم نظر إلينا، فقال: أما والله لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي، أتدرون ما العوافي؟ الطير والسباع ". انتهى. وهذا لم يقع قطعا، قال nindex.php?page=showalam&ids=15350المهلب في هذا الحديث: أن المدينة تسكن إلى يوم القيامة، وإن خلت في بعض الأوقات يقصد الراعيان بغنمهما إلى المدينة. قوله: " وآخر من يحشر راعيان" ؛ أي: يساق ويجلى من الوطن. قوله: " من مزينة" بضم الميم وفتح الزاي، قبيلة من مضر، وفي التلويح: (فإن قيل): فما معنى قوله: " آخر من يحشر راعيان"، ولم يذكر حشرهما، وإنما قال: " يخران [ ص: 238 ] على وجوههما أمواتا"، فالجواب أنه لا يحشر أحد إلا بعد الموت، فهما آخر من يموت بالمدينة، وآخر من يحشر بعد ذلك، وفي أخبار المدينة لأبي زيد بن عمر بن شبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=886830آخر من يحشر رجلان: رجل من مزينة، وآخر من جهينة، فيقولان: أين الناس؟ فيأتيان المدينة فلا يريان إلا الثعالب، فينزل إليهما ملكان فيسحبانهما على وجوههما حتى يلحقاهما بالناس"، قوله: " ينعقان بغنمهما" من النعق، وهو دعاء الراعي الشاء، قاله الأزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء وغيره، يقال: أنعق بضأنك؛ أي: ادعها، وقد نعق الراعي بها نعيقا، وفي الموعب: نعيقا ونعاقا؛ إذا صاح بها الراعي زجرا ونعقا ونعقانا، وقد نعق ينعق من باب علم يعلم، وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي فقال: معناه: يطلب الكلأ، فكأنه فسره بالمقصود من الزجر؛ لأنه يزجرها عن المرعى الوبيل إلى المرعى الوسيم. قوله: " فيجدانها وحوشا" ؛ أي: يجدان أهلها وحوشا، جمع وحش، أو يجدان المدينة ذات وحوش، ويروى: "وحوشا" بفتح الواو؛ أي: يجدانها خالية ليس بها أحد، وقال الحربي: الوحش من الأرض هو الخلاء، وأصل الوحش: كل شيء توحش من الحيوان، وقد يعبر بواحد عن جمعه، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12887ابن المرابط: معناه: أن غنمها تصير وحوشا؛ إما أن تنقلب ذاتها فتصير وحوشا، وإما أنها تنفر وتتوحش من أصواتهما، وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض هذا، واختار أن يعود الضمير إلى المدينة، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: فيجدانها وحشا؛ أي: خالية ليس بها أحد. قوله: " ثنية الوداع" هي عقبة عند حرم المدينة، سميت بذلك؛ لأن الخارج من المدينة يمشي معه المودعون إليها. قوله: " خرا" بتشديد الراء؛ أي: سقطا ميتين أو سقطا بمن أسقطهما وهو الملك.