[ ص: 249 ] وجه ذكر هذا الحديث هنا من حيث إن لفظ "باب" هذا مجردا بمعنى فصل، وله تعلق بالباب السابق؛ من حيث إن فيه كراهة إعراء المدينة، وفي هذا ترغيب في سكناها، وهذا تعلق قوي مناسب، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى هو ابن سعيد القطان، وخبيب، بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة الأولى.
والحديث مضى في أواخر كتاب الصلاة في باب: فضل ما بين القبر والمنبر، بهذا الإسناد والمتن، عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد، عن يحيى.. إلى آخره.
قوله: " ما بين بيتي ومنبري" كذا هو في رواية الأكثرين، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر وحده: " nindex.php?page=hadith&LINKID=692030ما بين قبري ومنبري"، وقال بعضهم: إنه خطأ، واحتج على ذلك بأن في مسند nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بلفظ: " بيتي"، وكذلك بلفظ: " بيتي" في باب: فضل ما بين القبر والمنبر.
(قلت): نسبة هذا إلى الخطأ خطأ؛ لأنه وقع لفظ "قبري ومنبري" في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بسند رجاله ثقات، وكذا وقع في حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار بسند صحيح على أن المراد بقوله: "بيتي" أحد بيوته لا كلها، وهو بيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الذي دفن صلى الله عليه وسلم فيه، فصار قبره، وقد ورد في حديث: " nindex.php?page=hadith&LINKID=886844ما بين المنبر وبيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة روضة من رياض الجنة"، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط، قوله: " روضة" ؛ أي: كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة، وحصول السعادات، وحذف أداة التشبيه للمبالغة، وقيل: معناه أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة، فيكون مجازا، أو المراد أن ذلك الموضع بعينه ينتقل إلى الجنة، فعلى ما ذكروا إما تشبيه، وإما مجاز، وإما حقيقة.
قوله: " nindex.php?page=hadith&LINKID=651121ومنبري على حوضي" ؛ قال أكثر العلماء: المراد أن منبره بعينه الذي كان، وقيل: إن له هناك منبرا على حوضه، وقيل: معناه أن ملازمة منبره للأعمال الصالحة تورد صاحبها إلى الحوض، ويشرب منه الماء، وهو الحوض المورود المسمى بالكوثر، وقيل: إن ذرع ما بين المنبر والبيت الذي فيه القبر الآن ثلاث وخمسون ذراعا، وقيل: أربع وخمسون وسدس، وقيل: خمسون إلا ثلثي ذراع، وهو الآن كذلك، فكأنه نقص لما أدخل من الحجرة في الجدار.